الاحتفال بذكرى "ميلاد جورجي زيدان" مؤسس دار الهلال ذات الرسالة التنويرية المميزة في تاريخ الصحافة
كتبت: ميرفت عياد
نظم بيت السناري الأثري احتفالية بمناسبة مرور (150) عامًا على مولد "جورجي زيدان"-مؤسس دار الهلال- حيث تم الإعلان عن انتهاء مشروع توثيق دار الهلال بمكتبة الإسكندرية، والذي بدأ بالتعاون مع مؤسسة دار الهلال منذ حوالي خمس سنوات، في إطار توثيق الذاكرة المصرية بمختلف مناحيها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد مرت عملية التوثيق بالعديد من المراحل؛ منها إصدار أقراص مدمجة تحتوي على الأعداد الكاملة لمجلة الهلال بهدف حمايتها بصورة إلكترونية وتسهيل عملية البحث على المتصفح، وإصدار كتاب تذكاري يقع تحت عنوان "دار الهلال.. مدرسة التنوير" يرصد من خلال أبوابه الأربعة تاريخ مدرسة دار الهلال الصحفية ورسالتها التنويرية، حيث تعد علامة مميزة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، وساهمت بمطبوعاتها العديدة في صياغة فكر وثقافة ووجدان أجيال كثيرة.
رموز الفكر والفن والأدب
وأشار الكاتب الصحفي "حلمي النمنم"- رئيس مؤسسة دار الهلال- إلى أن الدار بدأت بإصدار أول وأقدم مجلة ثقافية في العالم كله وهي "مجلة الهلال" سنة 1892، حيث ضمت بين صفوفها عددًا كبيرًا من رموز الفكر والفن والأدب والصحافة، ابتدءًا من "جورجي زيدان"، مرورًا بـ"طه حسين" و"عباس العقاد" و"حسين هيكل" و"سلامة موسى" و"جبران خليل" و"أحمد بهاء الدين" و"رجاء النقاش"، وغيرهم كثيرون. فهي استطاعت عبر رحلتها الطويلة أن تعبر عن كل فكر أصيل مهما اختلفت المدارس الفكرية، كما قطعت رحلة طويلة من الكفاح والتخصص الفكري والأدبي والفني بحيث كانت دائمًا رمزًا للثقافة العربية، موضحًا أنه يصدر عنها عدد كبير من الإصدارات، منها: مجلة المصور، مجلة الكواكب، مجلة حواء، سلسلة كتاب الهلال، وسلسلة روايات الهلال، ومجموعة كبيرة من إصدارات الأطفال، كما أنها تناولت العديد من الموضوعات الحيوية في "مصر"، فاُعتبرت بيت الثورات المصرية، وديوان الصحافة العربية.
أصحاب الأقلام المصرية
وقامت "الأقباط متحدون" بجولة في المعرض الوثائقي الذى يحتوي على عدد كبير من الوثائق الخاصة بدار الهلال، والتي تصوّر تاريخ نشأة الدار وإصداراتها، والتي تم جمعها من أرشيف مكتبة الإسكندرية ودار الهلال، بالإضافة إلى العديد من الصور والوثائق التي أهداها "جورج شكري زيدان" حفيد مؤسس دار الهلال "جورجي زيدان" إلى المكتبة لتوثيقها منها، ومستخرج رسمي من شهادة ميلاد "جورجي زيدان"، ورسالة من "جورجي زيدان" إلى أحد أصدقائه المقيمين في "سوريا"، والذي أرسل إليه كتابًا لينشره بالهلال، وبعض الصور، والصفحة الأولى من العدد الأول من مجلة الهلال الذي صدر في سبتمبر سنة 1892، حيث كتب "زيدان" في مقدمة هذا العدد: "لابد للمرء فيما يشرع فيه من فاتحة يستهل بها، وخطة يسير عليها، وغاية يرمي إليها.. أما فاتحتنا فحمدًا لله على ما أسبغ من نعمه وأفاض من كرمه.. والتوسل إليه أن يلهمنا الصواب وفصل الخطاب، وأما خطتنا فالإخلاص في غايتنا.. والصدق في لهجتنا.. والاجتهاد في وفاء حق خدمتنا، ولا غنى لنا في ذلك عن معاضدة أصحاب الأقلام من كتبة هذا العصر في كل مصر.."
عادات وتقاليد الشعب المصري
يُذكر أن "جورجي زيدان" من مواليد عام 1861 بـ"بيروت"، بدأ مشواره الصحفي كمحرر في صحيفة "الزمان" اليومية، ثم قام بإصدار مجلة "الهلال" في عام 1892م، وذاع صيتها في هذا الوقت بسبب موضوعاتها المتنوعة التي تمس احتياجات القراء باختلاف طبقاتهم واتجاهاتهم، ثم أصدر سلسلة روايات الهلال التي شملت العديد من الروايات العالمية المترجمة لمنافسة الروايات التي لا تتفق مع عادات وتقاليد الشعب المصري، أما مقالات "زيدان" فكانت متمثلة في المقالات الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :