لم تستبعد صحيفة 'نيويورك تايمز' ان يتنحى الرئيس المصري حسني مبارك قريبا، ووان يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، واستدلت على ذلك بملامح التعب والضعف البادية على الرئيس نفسه، والحملة التي اشتدت في الاسابيع الاخيرة على جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر من اقوى واكثر الجماعات الاسلامية والمعارضة للنظام تجذرا في المجتمع المصري اضافة الى ما تواردته صحف مصرية عن خطط لحل البرلمان.
كل هذه الاشارات ترى الصحيفة انها دليل على امكانية تنحي مبارك عن السلطة لكن السؤال يبقى: من سيخلفه. وتقول ان حلفاء الرئيس البالغ من العمر 81 عاما يقولون ان الرئيس ليست لديه خطط للتخلي عن السلطة ويتوقع ان يتولى السلطة لمدة خمسة اعوام قادمة في انتخابات عام 2011. لكن الرئيس بدا متعبا وضعيفا عندما وقف الى جانب الرئيس الشاب وذو المظهر الرياضي باراك اوباما في زيارة الاخير للقاهرة الشهر الماضي، وهذا الوضع اثار معلقا في صحيفة 'الوفد' المصرية للقول ان 'قوانين الحياة عجلت باللحظة التي لا يمكن تأخيرها'. وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم انه من غير المعروف من سيدعم الجيش حالة وجود شخصيات قوية تنتظر. ويظل حسم مسألة الخليفة القادم لمبارك بيد الجيش ويعتقد محللون ان لا ضمانات قوية لتولي جمال السلطة بعد والده.
وفي النهاية يظل قرار من سيخلف الرئيس بيد مجموعة صغيرة او مرهونا بقرار رئيس الدولة لان النظام السياسي في البلاد مشخصن يلعب فيه الرئيس الدور الاكبر. وتقول الصحيفة ان الحديث عن مرحلة ما بعد مبارك ظل امرا ممنوعا لكن التطورات الاخيرة دفعت بالموضوع لساحة النقاش العام. فاعتقال اكثر من 130 من ناشطي وقادة حركة الاخوان البارزين خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة جاء من اجل تحييد وتجميد الحركة وشل حركتها كي لا يكون لها اي دور في مسألة التوريث حالة اصابة الرئيس بمرض يقعده عن ادارة امور الدولة ويقرر التنحي او يموت.
ويواجه قادة الحركة منهم عبدالمنعم ابو الفتوح، عضو مكتب الارشاد ورئيس نقابة الاطباء العرب وعدد آخر من مسؤولي الحركة تهمة قيامهم بغسل الاموال.
ومما يثير الشائعات ما قيل عن تحرك عدد من قادة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذين يدفعون باتجاه صدور أمر رئاسي لحل البرلمان مما يعني استبدال اعضائه عبر انتخابات سريعة ببرلمان مذعن قبل طرح مسألة الوراثة.
ونقلت عن محلل مصري قوله ان هناك مخاوف من اعلان انتخابات عامة في اي وقت وان هناك اشارات تدل على ان الرئيس ليس في حالة صحية جيدة. ويملك الرئيس حسني مبارك سلطة تعيين الخليفة له، ولم يعلق على الاحداث الاخيرة والتكهنات حتى الان، ونظرا لان الرئيس لا نائب له فرئيس البرلمان فتحي سرور سيكون في موقع تولي السلطة الانتقالية لحين اجراء الانتخابات وانتخاب رئيس جديد. |