سعد زغلول قال قبل ما يموت قال: "مفيش فايدة"، ودة نفس الإحساس اللي ينتابني بعد حضور الندوات والمؤتمرات التي تحمل عناوين مثل: "قانون الأحوال الشخصية"، "العنف ضد المرأة"، "المساواة بين الرجل والمرأة"، "القوانين الخاصة بالمرأة".
بخرج من كل ندوة من هذه الندوات أو المؤتمرات بمحصلة واحدة وهي: "مفيش فايدة" لجمود وقدم القوانين، وجمود القائمين على القانون، ومشاريع القوانين الحبيسة الأدراج، وتعارض مشاريع القوانين مع نصوص دينية، مع زيادة ظاهرة التدين الظاهري، والفساد، والرشوة، والمحسوبية وو.... الخ من لستة قائمة الشرور والأمراض الموجودة في مجتمعنا.
ما هو الحل؟ سؤال أوجهه لنفسي كثيراً.
وماذا تستطيع أن تفعل وأنت لا حول لك ولا قوة؟
هل "الهجرة" هي الحل؟ أم هي هروب من الواقع المعروف لواقع آخر مجهول ربما يكون أسوأ من الذي أعيشه الآن في وطني؟ وخاصة أنه عندي من الأصدقاء الذين هاجروا ولم يفلحوا وأرادوا الرجوع لحضن الوطن، حتى لو كان حضن غير دافي.
هل "السلبية" هي الحل؟؟ تحت شعار "وأنا مالي"؟؟ أعيش حياتي أنا وبيتي ومراتي وأولادي ونعيش في أمان خاص بعيداً عن ما يحدث خارج الأربع جدران الذي نعيش فيها ونأكل ونشرب لأننا غداً نموت.
لكن حتى إذا اخترت هذه السلبية، فلن تكون حلاً يخرجك من حالة ال "مفيش فايدة" لأن دفن النعامة رأسها في الرمال لا يعني إن الخطر قد زال، فالخطر موجود حتى ولو أغضمت عيني على وجوده.
"أبدأ بنفسك" عبارة قصيرة قالها الدكتور شوقي العقباوي في أحد المحاضرات عن العنف ضد المرأة بعدما صوّر لنا الواقع الأليم قال لنا هل لا يوجد أمل؟؟ نعم الأمل موجود في "ابدأ بنفسك" وكل شخص منا يفعل نفس الشيء فالتغيير يأتي من القاعدة وليس من الرؤوس.
وتذكرت قصة موسى عندما أرسل جواسيس ليتجسسوا الأرض، أرسل إثنى عشر رجلاً ليعرفوا حال "أرض كنعان" حتى يستطيع أن يحاربها، فرجع عشرة من هؤلاء بتقرير: "وقد رأينا هناك الجبابرة، بني عناق من الجبابرة، فكنا في أعيننا كالجراد، وهكذا كنّا في أعينهم" أنهم عماليق طوال القامة وكنا في أعينهم كالجراد وكذلك في أعين أنفسنا، وهذا حالنا الحالي، تحت عبارة "مفيش فايدة" ونحن جراد في أعين أنفسنا، وفي أعين الكبار أيضاًَ.
لكن هناك اثنان فقط –أقلية – قالوا تقريراً آخر وهو "إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها" وهو ما تم بالفعل، وتم دخول الاثنين فقط والعشرة لم يدخلوها.
"أبدأ بنفسك" تعني، شارك في الانتخابات بغض النظر عن ما يحدث في الكواليس، عامل البنت زي الولد في بيتك وربيهم على المساواة، لا تهين المرأة لكونها امرأة بل احترمها عندما تجدها في الشارع مثل أختك، فاحترمها عندما تقود السيارة وعندما تركب المواصلات وعندما تكون زميلتك أو رئيستك في العمل، ابدأ بنفسك وعامل المرأة كإنسان وليس كجسد للمتعة أو كناقصات عقل ودين فالله لم يخلق شيئاً ناقصاً حاشا لله. "أبدأ بنفسك" تخيل أن بيتك هو الدولة واعمل به ما تريد أن تفعله لك الدولة، إن فعلنا ذلك كلنا ستتغير الدنيا للأفضل.
زرع "الإيمان" في قدرة الله، وقدرة الإنسان على التغيير والكلام الإيجابي والفعل الإيجابي هي مفاتيح للتغير، وبدلاً من أن نقول "مفيش فايدة" نقول "نحن قادرون على امتلاكها" فتعالى معي لنُغيّر العالم. |