خيمت حالة من الترقب والقلق على قطاع السياحة العالمي، وفي مصر على وجه التحديد، على خلفية إعلان شركة السياحة العالمية "توماس كوك" إشهار إفلاسها، خوفًا من تداعيات ذلك على حركة السياحة العالمية، خاصة وأن الشركة تمتلك رحلات ووكلاء في جميع دول العالم، وتعتبر من أقوى الشركات الإنجليزية والعالمية وأقدمها في مجال السياحة.
الشركة البريطانية "توماس كوك" أعلنت، في وقت سابق من اليوم الاثنين، إفلاسها بعد عدم قدرتها على الوفاء بديون بلغت 1.7 مليار جنيه استرليني، وتقدمت بطلب للتصفية الإجبارية إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة، وقالت المجموعة في بيان "إنه على الرغم من الجهود الكبيرة، لم تُسفر المناقشات عن اتفاق بين المساهمين والممولين، لذلك خلص مجلس إدارة الشركة إلى أنه ليس لديه خيار سوى اتخاذ خطوات للدخول في تصفية إلزامية بمفعول فوري".
من جانبه، قال باسم حلقة، نقيب المرشدين السياحيين، إن "هناك مخاوف كبيرة من تداعيات الإعلان غير المتوقعة لإفلاس واحدة من أكبر وأعرق شركات السياحة العالمية علي حركة السياحة الوافدة إلى مصر"، موضحًا أن "توماس كوك" كانت الناقل الرئيسي في العالم للحركة السياحية، وخاصة من السوق الإنجليزي وبعض الدولة، وبالتالي مع إعلان إفلاسها الحركة السياحة في العالم تأثرت سلبًا بشكل كبير، ومازلنا في حالة ترقب للوضع في مصر.
وأضاف "حلقة"، في تصريحات خاصة، أنه "لا نستطيع أن نجزم حتي الآن بمدي الخسائر التي قد تصيب الحركة السياحية في العالم بإفلاس هذه الشركة الكبيرة"، لافتًا إلي أن هناك حوالي 152 ألف سائح سافروا عبر الشركة لعدد من بلدان العالم يواجهون حاليًا مشكلة في العودة إلي بلادهم نتيجة إشهار الشركة إفلاسها، وعجزها عن توفير طائرات لإعادتهم أو سداد حجوزات الفنادق والشركات السياجية، والتي من من بينها فنادق وشركات سياحة مصرية، متوقعًا أن يستغرق الأمر مزيد من الوقت لتجاوز الأزمة للبحث عن بديل للشركة البريطانية يمكن أن تتحمل العقود والإتفاقيات السالف إبرامها معها، وهو أمر لم يتحدد حتى الآن.
بينما قلل عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالقاهرة، من خطورة إشهار الشركة البريطانية إفلاسها في وقت سابق من اليوم، مؤكدًا أن تأثير تلك الخطوة محدود علي الجانب المصري، نظرًا لأنها ليست الشركة الوحيدة التي تستقطب السياحة الأوروبية لمصر، بالإضافة إلي أن السياحة الإنجليزية لا تمثل رقما كبيرا بالنسبة للسياحة الوافدة إلى مصر، كالسياحة الروسية علي سبيل المثال.
ولفت رئيس الشعبة، في تصريحات خاصة، إلى أن شركة "توماس كوك" تمتلك تعاقدات مع الوكيل المصري حتي أبريل 2020 ، لنقل عدد 25 ألف سائح، وهو رقم محدود قياسًا إلي إجمالي عدد السائحين الوافدين علي مصر، مضيفًا أن هناك أزمة كبيرة تواجه الشركات البريطانية وفشلها في مواكبة المتغيرات العالمية وتطوير أدائها وهو ما دفع توماس كوك ومن قبلها شركة كوداك لإعلان إفلاسهما.
وكان سيد الجابري وكيل شركة "توماس كوك" السياحية البريطانية في مصر، قد صرح بأن إفلاس الشركة سيؤثر علي مصر في الموسم الواحد بما لا يقل عن 150 ألف سائح بما يعادل 300 ألف سائح لمصر على مدار العام، كما تم إلغاء 25 ألف حجز للسياح في مصر حتى أبريل 2020 عقب إعلان الشركة إفلاسها.