حمدي رزق
إذا ابتسمنا فالغدر للناس كامن.. وراء ابتسام من عدو مخاتل.. ومُخَاتِل «اسم»، ومرادفاته: خَدَّاع، كَاذِب، كَذُوب، مَضَلِّل، مُتَلاعِب، مُحْتَال، مُخادِع، مُرَاوِغ، مُنَافِق، نَصَّاب، وخلِّى بالك من الأخيرة «نَصَّاب»، فالنصابون مَلُوا البلد.
إِنَّ هؤلاء لشرذمة قليلون، تستنيم الخلايا النائمة تحت باط الوطن كالفطريات، ما تلبث أن تنشط فى رطوبة الأجواء السياسية الحارة، تتقيح فتنبجس صديدًا ذا رائحة كريهة، مطلوب مزيل عرق قوى، يطهر تحت باط الوطن.
بالاسم، سرعان ما ركب المتمولون قطريًا، والمركوبون إخوانيًا، والملموسون أمريكيًا، وعاصرو الليمون، وآكلو الزيتون المخلل، قطار الفوريجى النصاب، الذى انطلق من محطته الإسبانية قاصدًا محطة مصر.
الموالسون يرسمونه بطلًا شعبيًا وهم يحتقرونه، وأيقونة مصرية وهم يستصغرونه، ونافورة أفكار يؤسس عليها للمستقبل المظلم الذى يرقبونه.
مع أول فيديو فاضح بالخيانة الوطنية، سرعان ما تحرك «المركوبون إخوانيًا» تغريدًا وتأييدًا، قلبوا للوطن ظهر المجنّ، والمِجَنُّ هو التُّرسُ، ويقولون: «قَلَبَ له ظهرَ المِجَنّ»، أى عاداه من بعد مودّة، ويُضرب وصفًا لمَن كان لوطنه على إخلاص زائف، ثم حال عن العهد ونكث بالوعد.
المركوبون إخوانيًا، إذا غردوا فالغدر بالوطن كامن، وراء «الفيس» عدو مخاتل، مُحْتَال، مُتَلاعِب، لابِد فى الدرة، فى الخص وعينه بتبص، فإذا ما أدرك قطار الخيانة مارًا فوق جثة الوطن، لحق لاهثًا بالسبنسة، يحجز مكانًا تحت جناح نصاب مخاتل.
إذا بغبغ الإخوان والتابعون بلغو المقاول الفاسد، فهذا شأنهم، قطر أمهم، وشبشب موزة فوق رأسهم، ولكن أن يقول بهذا اللغو مصريون بين ظهرانينا، ويسمموا الأجواء المصرية، لهو شاذ وغريب، الملموسون إخوانيًا أو الممسوسون غربيًا حتى فى المحكات الوطنية يرسبون، مفضوحون ولا يخجلون، إلهى يفضحكم فضيحة الإبل.
الإخوان كاذبون، أما هؤلاء ففَجَرة موالسون، كاذبون، لا يأبهون بحقوق الشهداء، لا يعنون بفظائع الاغتيالات، مفارقة مخزية أن يتعاطف هؤلاء الموالسون مع هؤلاء الإرهابيين، معلوم كلٌّ يختار موقعه، وموقعهم مع الإرهابيين وبئس المصير.
ليس جديدًا عليهم، بالسوابق يُعرفون يوم كانوا يحجون إلى مكتب الإرشاد، ويخلعون الأحذية ويجلسون تحت قدم حقود، ومواقفهم السابقة مُسجَّلة عليهم، وعلى حوائطهم الفيسبوكية المُجلَّلة بالعار، ولابد من فضحهم على رؤوس الأشهاد، وبيان سوءاتهم، عمايلهم سودا وتاريخهم أسود، يخاتلون ويوالسون فقط لترضى عنهم حكومات ومنظمات وجماعات، ولربما تمنحهم موقعًا أو تهبهم تمويلًا أو جائزة فريدة، لترسمهم الدوائر الغربية ثوارًا أحرارًا وهم عبيد المرشد، وإن لم يتَسَمُّوا إخوانًا.
نقلا عن المصرى اليوم