حمدي رزق
شلل الأطفال مرض فيروسى شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات، ينتقل الفيروس من شخص لآخر عن طريق البراز، ويتكاثر في الأمعاء، وتتمثّل أعراض المرض الأوّلية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف.
طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال معرضون لخطر الإصابة بالمرض.. وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال عن وباء يعم أرجاء العالم في غضون عشر سنوات.
شلل الإخوان مرض فيروسى شديد العدوى كفيل بإحداث شلل عام في البلاد، وأعراضه الأولية حمى الشائعات، وتصلب الأفكار، وشيوع الإحباط، وضرب الجهاز العصبى للبلاد، وضيق وانسداد، تنتهى بشلل في الأطراف، وسقوط الأوطان.
يوم ضرب شلل الأطفال البلاد، نفرت الدولة المصرية واحتشدت لمكافحة الوباء، وكرست كل طاقاتها الوطنية، وحصنت الأطفال بالجرعات الضرورية من الأمصال والمضادات، وفق خطة موقوتة مؤسسة علميًا على مراجع طبية لمنع العدوى في الصغار.
نجحت الخطة في القضاء على شلل الأطفال، وبات من الأمراض المنقرضة، التي تظهر فقط في حالة إهمال تعاطى الجرعات، وعلى هذا النسق نحن في أمس الحاجة إلى حملة وطنية موقوتة وممنهجة ومستدامة لمقاومة فيروس شلل الإخوان، خطير هذا الفيروس في ظل تهالك جهاز المناعة، الذي يحول دون الإصابة بالفيروس الوبائى، الإخوان وباء فاجتنبوه.
منع العدوى في الصغار ضرورة وطنية، تحصين أجيال قادمة من موجبات القضاء على فيروس شلل الإخوان، تطعيم الصغار بالأمصال الفكرية في المدارس والمعاهد والجامعات والتجمعات الشبابية كالنوادى ومراكز الشباب، فريضة فكرية غائبة في مواجهة الفيروس القاتل.
من خطط للقضاء على فيروس شلل الأطفال وأطلق الحملات المركزة للجم الوباء، لن يعجز عن القضاء على شلل الإخوان، والأمصال متوفرة، والمفكرون كثرة، والمتطوعون قوافل، والمتحمسون على أهبة الاستعداد، خطير جدا خلايا الإخوان النائمة تنشط لنشر الوباء، ينفقون على نشر فيروس الإخوان إنفاق من لا يخشى الفقر.
المعضلة في طرق نقل العدوى، فيروس الإخوان منتشر بين الخلايا النائمة، يتنشقه الناس عاديًا دون حذر، وينقلونه عاديًا دون دراية، ويشيرونه عاديا في أوقات الفراغ، والفيروس ينتشر ويتوغل ويعدى غير المحصنين، ومع نقص الأمصال وفقر حملات التوعية يصبح الفيروس خطيرًا، ويستوجب حملات متتالية تجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها تحذر من الفيروس الخطير وتوفر الأمصال الفكرية لتحصين الجهاز العصبى للبلاد.
نقلا عن المصرى اليوم