الأقباط والحصاد المر لثورة 25 يناير 2011م
بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
وبقدر قوة الثورة 25 يناير 2011م جاءت نتائجها وكان حصادها ،الإفراج عن عن المعتقلين من السياسين والجماعات الأسلامية بشتى أنواعها،وتم السماح بعودة المتشددين منهم من الدول العربية المجاورة ومن أفغانستان وباكستان، للأمانة التاريخية تعرض البعض منهم لظلم على يد السلطة الحاكمة، وفى 19 مارس 2011م تم الاستفتاء على بعض مواد الدستور،بعد أن تم الشروع فى تعديله و أسنادها للمجموعة بعضها من المنتميين للجماعات المتعصبه (حسب ما وصفت بعض الدوريات بمصر)،وجاءت نتيجة الأستفتاء بنحو 77 فى المائه،وأطلق عليها بعض الشيوخ اسم غزوة(الصناديق)،وكان أختيار التصويت فى هذا الأستفتاء(حب ما ذكرت بعض الفضائيات والدوريات) للجنة أو النار،فإذا كنت تريد الجنة فعليك أختيار العلامة الخضراء ، أما العلامة السوداء فهى رمز النار، وأعلنت فى 21 مارس 2011م نتيجة الأستفتاء وسط فرحة كبيرة،ويتم الآن الانتخابات لأعضاء مجلس الشعب والتى جاءت نتيجتها حتى المرحلة الثانية منها لصالح الاحزاب الدينية.
ومن حصاد ثورة 25يناير 2011م،تم القبض على بعض رموز السلطة الحاكمة وعلى رأسها رئيس الجمهورية الرئيس"محمد حسنى مبارك" ونجليها السيد"جمال مبارك" أمين عام السياسيات بالحزب الوطنى،والسيد"علاء مبارك"، ومعهم السيد "حبيب العادلى"وزير الداخلية، والدكتور"ذكريا عزمى"رئيس الديوان،والمهندس"أحمد عز" وكيل الحزب الوطنى،والسيد"صفوت الشريف" رئيس الحزب الوطنى و مجلس الشورى، والدكتور "أحمد فتحى سرور"رئيس مجلس الشعب،ووزير الاعلام" ورئيس الوزراء"الدكتور "أحمد نظيف" وغيرهم كثيرين، ويتم الآن محاكمتهم بالمحاكم المصرية ،والمتهم برى حتى تثبت برائته.
أما حصاد الأقباط من ثورة 25 يناير 2011م،فكان حصاد مر،بالرغم من الأقباط كانوا السبب الرئيسى فى قيام الثورة،ولعب الأقباط دور لا يمكن لاحد أن ينكره،حيث شارك الرجال والنساء والشباب وبعض رجال الدين،وأصدرت الكنيسة بيان تؤيد ما قام به شباب مصر النبلاء ووصفته بالثورة البيضاء،فنذكر هنا على سبيل المثال وليس الحصر على النحو التالى الحصاد المر:
- مع دقات أجراس الكنائيس فى ليلة 31 ديسمبر 2010م،لأستقبال العام الجديد والدعوة للسلام والمحبة وبدأ العام بدأً حسنا،إذ بتعرض كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية فى مذبحة لم تشهدها البلاد من قبل،نتيجة أنفجارة سيارة أمام الكنيسة راح ضحاياها ما يقرب من 25 شهيد من زينية الأقباط.
- تعرض الأديرة والكنائس للاعتداءات والهدم وكان منها، ما قامت به القوات المسلحة من هدم سور لدير القديس العظيم الأنبا بيشوى،بمنطقة وادى النطرون،محافظة البحيرة،وبعدها تعرضت كنيسة صول للهدم على يد بعض السلفين من أهالى القرية،ولم يت القبض على واحد،وقام الجيش باعادتها كما كانت عليه،وأيضا حرق كنيسة بمنطقة أمبابة محافظة الجيزة، وتم هدم كنيسة المريناب بمحافظة أسوان.
- وتعرض دير القديس" مكاريوس السكندري" القريب من منطقة وادى الريان بـمحافظة الفيوم،لهجوم مسلح من بلطجية وعرب،وخاصة بعد الفراغ الأمني يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011م؛ مما أدى إلى إصابة ستة من الرهبان، بينهما حالة حرجة، ، فقاموا بعمل سور حول الديرلحمايته، إلا أن جهاز شئون البيئة رفض وأرسل لقوات الأمن والجيش لإزالة السور، موضحًا أن الرهبان عندما رفضوا ذلك قام موظفو جهاز شئون البيئة بالاعتداء عليهم.
- وتعرضت كنيسة القديس"مار جرجس" التى أنشأت عام 1965م، بقرية الحريدية القبلية التابعة لمركز طهطا، التابع لمحافظة سوهاج يوم الثلاثاء 22 فبراير 2011م، لهجوم من ما يقرب من 2000 نسمه من أهالى القرية المسلمين، مسلحين بالسلاح والسكاكين والشوم والطوب، في محاولة لهدم الكنيسة، وخاصة بعد أن تسربت إليهم أنباء عن تركيب الأقباط جرس للكنيسة، وعلى أثر الحادث تدخلت قوات الشرطة لفض التجمهر، ولكن باتت محاولاتهم بالفشل، مما دفع الشرطة من الأستعانة بالقوات المسلحة لمنع لحدوث المجازر بين الطرفين.
- وتعرض الأقباط للاعتداءات أثناء مظاهرتهم من أجل المطالبة بحقوقهم مثل أخوانهم المسلمين،فى مارس 2011م وبعض فض مظاهرة ماسبيرو الأولى والتى أعترض فيها الأقباط على ما تعرضت له كنيسة صول،قامت مجموعه من الجيش بسحل البعض منهم على الاسفلت، وتعرض شباب الأقباط بمنطقة منشاة ناصر لقتل ثمانية،وجاءت مظاهرة ماسبيرو الثالثة فى 9 أكتوبر 2011م لتؤكد ما قامت به القوات المسلحة فى المظاهرة الأولى،ففى 9 أكتوبر 2011م قام الاقباط ومن معهم من المسلمين بمظاهرة تحرت من شبرا الى ميدان ماسبيرو،وفى الطريق تم الاعتداء على الركب،حتى وصلت ماسبيرو قامت القوات المسلحة المسؤلة عن تأمين الميدان بالاعتداء عليه بالمدراعات راح ضحاياها 28 شهيد،واكثر من 350 مصاب،وبعدها توالت الاعتداءات على كل المصريين المتظاهرين فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود.
- وتعرضت بعض الأسر القبطية للاعتداءات والتعدى على بعض أفردها نذكر على سبيل المثال قطع أذن رجل من نجع حمادى أسمه"أيمن" بغرض أقامـــة الحد،وقتل أخين بمدينة أسيوط وأحد منهم أما أبنــــه البالغ من الـــــعمر أربع سنوات،وقتل وجرح وحرق"أدوار مجـــــدى"من بنى سويف، وهناك من قتل بدافع السلب والنــهب فنذكر على سبيل المثال قتـــــل "سامى جوارجى" صاحب محل(حماية) للمجوهرات بمدينة أسيوط،فى فبراير 2011م.
- وقتل بعض الأقباط بدافع الثار فى ظل الغياب الأمنى ، فنذكر على سبيل المثال أسرة(الهوايش) المسيحية ، المقيمة فى قرية شارونة بمركز مغاغة، محافظة المنيا، تعرضت يوم الأحد 30 يناير 2011م، الساعة الثالثة بعد الظهر، لهجوم من عائلة مسلمة تعرف بإسم(الخوالد) عن طريق مجموعات مسلحة بأسلحة آلية؛ بإقتحام منازلهم المجاورة فى وقت واحد، مما أدى إلى سلب ونهب منازلهم،وقتل أحدى عشر قبطياً من الرجال والنساء والأطفال، بالإضافة إلى العديد من المصابين.
هكذا جاءت ثورة 25 يناير 2011م، بحصا مر للأقباط فلم تخلى عائلة قبطية بمصر الآن من وفاة أحد شبابها،أو تخــلو مدينة لم يتم التعرض لكنائسها،بالرغم من أن الثورة كانت رائدة فى حجمها ،ورائدة فى ثمارها ،وميلاد جديد لآمال وطموحات الشعب المصرى بشتى طوائفـــــه نحو مستقبل أفضل فى ظل ديمقراطية حقيقية،مما يجعل مصرنا العزيزة تخطوا نحو التقدم فى شتى المجالات.
وأخيراً،علينا جميعا التعقل فى أفكارنا والحكمة فى تصرفتنا من أجل تراب هذه البلد التى أحتضت الكل تحت سمائها،وعلينا مساندة الجيش والشرطـــة لأنه بدون الأمن والأمان لم تقم الحياة بمصر،ويفضل الآن الاستعانة بشيوخ الازهر الشريف لأن الوقت الآن وقتهم لما عرفهم بالاعتدال فى خطابهم،وعلى كــــل وأحد فيـــــــنا مراجعة نفسه وفحصها من أجل مصر،وإلا مصر عزيزة عليه يدعو للخير وضبط النفس والعمل الجاد.... و أتمنى من المصريين إلا هزموا الهـــــكسوس وبنــــــــوا الأهرامات أن يهزموا الفتنة والتعصب إى كان من أجل مصر.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :