حمدي رزق
التولى يوم الزحف.. أدق وصف على من يتفرجون على مؤامرة «حرق الرئيس» دون أن يحركوا ساكنًا، بل يشيّرون الكذب البواح، الذى تصبه قنوات رابعة التركية فى الشارع المصرى، يتدارون خشية نقض وضوئهم الوطنى، الذى يصلون به رِئَاءَ الناس فى محراب الوطن.
السيسى الذى يواجه ثابت الجنان، ونفر معدود من خلصاء هذا الوطن، الهجمة الشرسة التى تسيرها أجهزة استخباراتية عاتية، وتمولها دول وتنظيمات حول العالم مستهدفة رأس الدولة المصرية، هو الرجل الذى اختار أن يكون بين المصريين، ورفض أن يكون بين الإخوان الإرهابيين، اختار الشعب ورفض الجماعة، رفض ملكًا عضوضًا لو انحاز للإخوان ضد إرادة الشعب المصرى.
السيسى الذى وضع مصر أمام عينيه، لم تغمضوا أعينكم وتتغامزوا وتتهامسوا.. للأسف، عادتكم ولا هتشتروها، كعادتكم تختانون أنفسكم فى المضاجع الإخوانية، ولسان حالكم، اذهب أنت وجيشك فقاتلا، نحن هاهنا قاعدون، قاعدين على الحيطة ونسمع الزيطة فى صالونات إسطنبول.
هذا الرجل الذى وضع رأسه بين كفيه، وخرج رافضًا العرض الدموى «يا نحكمكم يا نقتلكم»، وقال قولته المشهودة: «قطع يد تمتد على مصرى»، الرجل الذى بات أيامه مؤرقًا ليضمن الأمن والأمان للمصريين، وقدم مصلحة الوطن على مصالح، لو بذل بعضها لبعض المرائين لهرعوا طلبًا للفتات، الله يرحم أيام كانوا يحجّون سرًا إلى مكتب الإرشاد.
اختاره المصريون على أعينهم وبإرادة حرة، وخرجوا خروجة الأبطال يوم 3 يوليو ليقولوا له امض فى سبيل وطنك، وفوّضوه يوم 26 يوليو ليقضى على الإرهاب، وحمّلوه أمانة تأبى الجبال أن تحملها، وحملها قربى إلى الله، مصر أمانة، والسيسى لم يفرط، ولم يقامر، ولم يغامر، بل حفظها لأهلها.
السيسى قام بالفروض جميعًا، طهّر سيناء من دنس الإرهاب، ولجّم الاقتتال الأهلى الذى خطط له الإخوان، وأعاد تسليح الجيش ليقف فى مواجهة الأطماع الدولية فى الحدود المصرية، وخرج بمصر من العزلة الدولية التى فرضت عليها قسرًا بفعل الحلف الدولى الذى يستخدم الإخوان.
الرئاسة فى مصر أشغال شاقة وليست نزهة خلوية، نقل فقراء العشوائيات ومدن الموت إلى مدن تصطخب بمقومات الحياة الآدمية، وأسس المدن العصرية التى تليق بعظمة شعب مصر واسم مصر، وخرج بالشعب من الوادى الضيق إلى الأرض البراح.
نشر الأمن والأمان، وبذر السلام بين المسلمين والمسيحيين، وبنى الكنائس والمساجد والمدارس والمستشفيات، وأطلق المبادرات لعلاج فقراء المصريين، ونقل اقتصادًا كان على شفا الهاوية إلى اقتصاد واعد وطموح باحتياطى يؤمن حاجات المصريين.
وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهذا الشعب يعرف تمامًا من يُحسن، هذا شعب وفىّ للأوفياء، مخلص مع الخلصاء، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، ولا عزاء لمقاولى هدم الأوطان.
نقلا عن المصرى اليوم