سليمان شفيق
فتحت صناديق الاقتراع في إسرائيل صباح اليوم الثلاثاء أبوابها أمام 6,4 مليون ناخب في انتخابات تشريعية بمثابة استفتاء على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يسعى إلى تمديد فترة ولايته على الرغم من ادعاءات بالفساد ضده. ويواجه نتانياهو في هذا الاقتراع رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أبيض أزرق. وستعلن النتائج الرسمية الأربعاء.
ويواجه نتانياهو (69 عاما) في هذا الاقتراع رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أبيض أزرق. لكن وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الذي كان اليد اليمنى لنتانياهو قبل أن يتحول إلى منافس له قد يلعب دور صانع الملوك في حملته التي اعتمدت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد".
وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الخروج بعد إغلاق صناديق الاقتراع
مباشرة (في تمام الساعة 19:00 مساء بتوقيت غرينيتش)، وستعلن النتائج الرسمية الأربعاء، فيما يتم نشر نحو 18 ألف شرطي وعناصر أمن ومتطوعين.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى سباق انتخابي شديد التقارب، إذ حصل كل من الليكود وأزرق وأبيض على 32 مقعدا لكل منهما في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وبعد فوز نتانياهو وحلفائه في الانتخابات الماضية، كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين نتانياهو بتشكيل الحكومة، لكنه فشل في مهمته.
نتانياهو يسعى إلى حصانة من المحاكمة
ويعتبر فشل نتانياهو في تشكيل ائتلاف حكومي عقب انتخابات أبريل أكبر الهزائم في
والخطر الذي يواجهه نتانياهو يتعدى البقاء رئيسا للوزراء، وهو منصب شغله لأول مرة ما بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه عام 2009 ليبقى على رأس الحكومة مدة 13 عاما، وهي أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.
ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى إلى أن يمنحه البرلمان حصانة من المحاكمة، في الوقت الذي يواجه فيه احتمال توجيه اتهام إليه في قضايا فساد في الأسابيع المقبلة
وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم أن يوجه تهما بالاحتيال والرشوة وخرق الثقة لرئيس الوزراء الذي ينتظر جلسة الاستماع في أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول
"حكومتهم اليسارية أو حكومة يمينية قوية بقيادتي"
وإدراكا منه للمخاطر، قضى نتانياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في محاولة جذب القوميين اليمينيين - الذين يمثلون مفتاحا لإعادة انتخابه - من أجل تعزيز الإقبال على التصويت بين صفوف قاعدته الانتخابية. وشملت جهود نتانياهو إعلانه تعهدا مثيرا للجدل بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة والذي يمثل ثلث مساحتها
وأبرز نتانياهو في خطابه أيضا قضية النمو الاقتصادي في بلاده وعلاقاته مع قادة العالم مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وحاول وصف خصومه بأنهم "ضعفاء" و"يساريون"، على الرغم من أوراق اعتمادهم الأمنية. وقال عبر فيس بوك الاثنين: "هذا هو الخيار الذي أمامك: حكومتهم اليسارية أو حكومة يمينية قوية بقيادتي".
أما منافسه غانتس، رئيس هيئة الأركان سابقا، فقد قدم نفسه في حملته الانتخابية كبديل مشرّف عن نتانياهو. وتحدث مرارا عن رغبة الأخير في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان.
"إنه يكذب ويوبخ ويراوغ "
ويقول غانتس إنه وائتلافه الوسطي أزرق أبيض الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، يريد تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين. وقال غانتس الإثنين عن نتانياهو "إنه يكذب ويوبخ ويراوغ ويبث الفرقة".
وتظهر استطلاعات الرأي اكتساب ليبرمان شعبية كبيرة بسبب حملته ضد الأحزاب اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءاً مهماً من ائتلاف نتانياهو المخطط له. ويتهم ليبرمان هذه الأحزاب بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على السكان العلمانيين في إسرائيل ويريد انتزاع تشريع ينهي إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.
وليس من الواضح إذا ما كان ليبرمان سيصادق على نتانياهو رئيسا للوزراء مرة أخرى، وهو ما قد يكون كافيا للرئيس الإسرائيلي ليطلب من غانتس محاولة تشكيل حكومة.
الانتخابات تخوضها الأحزاب العربية بقائمة واحدة مشتركة، لكنها تواجه تحديات كبرى يتمثل أهمها في مقاطعة عرب إسرائيل التصويت بشكل كبير بسبب الشعور المستمر بالتهميش.