كتب – روماني صبري
يعد "أرسطو أوناسيس"، واحدا من أشهر رجال الأعمال الذين عرفهم العالم .. ولم يصل الرجل لهذا الثراء الفاحش عن طريق الصدفة أو الحظ ، حيث عرف دائما بذكائه في إدارة المشاريع فضلا عن الكيفية التي اتبعها في توظيف أمواله .
البداية
ولد "اوناسيس" في 20 يناير عام 1906 في إحدى ضواحي مدينة سميرنا الساحلية – أزمير التركية حاليا -، لأبوين يونايين هما سقراط وبينلوبي، وكانت له شقيقة واحدة من أبويه، أرتميس، وأختين من والده، هما كالروي وميروب، وكان جده قسيسا ، حلم دائما أن يغدو حفيده كاهنا أرثوذكسيا مثله.
وعندما توفيت والدته ، تزوج والده من امرأة أخرى ، ولمع اسم أرسطو في مجال الشحن وصناعة التبغ ، ما جعله يلحق أبناءه إلى مدارس ذائعة الصيت ، وعندما بلغ ارسطو الـ16 عام تخرج من المدرسة اليونانية الإنجيلية المحلية ، وكان يجيد التحدث بأربع لغات هي : اليونانية لغته الأم ، التركية، الإسبانية، الإنجليزية.
الانتقال إلى اليونان
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، قررت عائلته الذهاب إلى اليونان وكان ذلك في العام 1923 ، وبعدها توجه أرسطو إلى الأرجنتين بعدما أن خسر والده ثروته وكان معه وقتها 63 دولارا فقط.
وللاستفاقة من هذه الكبوة الكبيرة ، قرر أرسطو العمل في تجارة التبغ ، وأصاب نجاحا عظيما آنذاك ، ما جعل الرأي العام يركز اهتمامه عليه ، ليدخل بعدها في مجال كبير جديد وهو الشحن ، وكان ذلك خلال فترة الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن العشرين.
المليون الأول
واستغل "أوناسيس"، فترة الكساد الاقتصادي ، فقام بشراء عدد كبير من سفن الشحن بسعر بخس ، لتعرف الشهرة والثراء الفاحش حياته ، حيث نجح الرجل في بيع بعض السفن والدفع بالبعض الآخر في الشحن ، ليكون مليونه الأول وهو في عمر الـ25، ويدفع باسمه إلى واجهة رجال الأعمال .
كما أسس رجل الأعمال اليوناني الخطوط الجوية اليونانية عام 1957 ، التي أدارتها الحكومة منتصف السبعينات ، وامتلك بعدها أسطول من السفن التجارية وناقلات الزيت.
الحياة الشخصية
تزوج أوناسيس عام 1948 من أثينا ليفانوس ، ابنة لأحد أصحاب سفن الشحن البارزين آنذاك ، وأنجب منها ألكسندر وكريستينا، وبعد زواجه وقع في حب مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس ، لينجب منها طفلا عرفه الموت بعد فترة قصيرة من ولادته ، أما العام 1968 فشهد زواجه من جاكلين كنيدي أرملة الرئيس الراحل جون كنيدي.
الرحيل
تسلل الحزن إلى قلب "أوناسيس"، بعدما لقي ابنه حتفه في حادث تحطم طائرة عام 1973 ، ليرحل عن الحياة بعد هذا الحادث الأليم بعامين في العام 1975 في فرنسا عن عمر 69 عاما ، وورثت نصف ثروته ابنته كريستينا بحسب وصيته ، والتي توفيت في الأرجنتين عام 1988 اثر تناولها جرعة مخدرات زائدة ، أما النصف الآخر من ثروته كان أقام به مؤسسة باسم ابنه الراحل .
