عدلي رزق الله واحد من أهم فناني الألوان المائية في العالم، وهو فنان له بصمته الخاصة وربما لم يكتب شعراء وأدباء عن فنان تشكيلي مثلما كتبوا عن عدلي رزق الله، ومنهم عباس بيضون وبدر الديب وإدوار الخراط وأحمد عبدالمعطي حجازي والفنان بيكار، وغيرهم كثيرون.
على مدي نصف قرن امتدت مسيرة الفنان عدلي رزق الله في الرسم بالألوان المائية للكبار والأطفال، وكانت أسرته إثر رحيله عن دنيانا قد وثقت لهذه المسيرة الغنية وآثارها الفنية.
بدأ عدلي رزق الله مرحلة رسوم الأطفال في الستينيات ورسم في المجلات الصادرة عن دار الهلال، كما أنتج خلال مسيرته أكثرمن أربعين عملاً مصوراً للأطفال تنوعت بين القصص والكتب التعليمية والترفيهية، كما أسهم برسومه في العديد من المجلات العربية والأوروبية، ومن هذه المجلات «أسامة» و«رافع» بسوريا و«سمير» بمصر و«أوكابى» و«بوم دابى» و«برلان وبنبان» بفرنسا، وشارك في فترة الستينيات بجهد بارز في تطوير برامج التليفزيون المقدمة للطفل من خلال رسومه في برنامج «حكاية قبل النوم» مع الإعلامية علية إحسان، وجمعت مسيرته بين الكتابة والرسم للأطفال.
حصل «رزق الله» على الكثير من الجوائز، منها جائزة معرض ليبزج الدولى للأطفال بألمانيا عن كتاب «الإوزة البيضاء»، وجائزة المجلس العالمى لكتب الأطفال بسويسرا عن أعماله «العب وتعلم»، و«الفنان والألوان»، و«الفنان والأحلام»، وجائزة معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال بإيطاليا عن السمكة الفضية، وجائزة نوما من اليابان عن مطبوع الوحدة الوطنية للأطفال.
وقد رصدت لنا ابنته داليا معلومات إضافية عن سيرته في محطات رئيسية، فهو مولود في ٢٠ يناير ١٩٣٩ فى قرية أبنوب بأسيوط، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة في ١٩٦١، ودرس بمعهد الدراسات القبطية في الفترة من ١٩٦٠ إلى ١٩٦٢، ثم درس بجامعة استراسبورج من ١٩٧٤ إلى ١٩٧٨، وعمل رسامًا بدار الهلال وأستاذًا بجامعة استراسبورج، وتوفي «زي النهارده» في ١٥ سبتمبر ٢٠١٠.