عرض/ سامية عياد
"اثنان خير من واحد .. ويل لمن هو وحده إن وقع ، إذ ليس ثان ليقيمه" الاحتياج الى الآخر أمر طبيعى سواء كان شريك حياة أو صديق أو زميل عمل أو مرشد على المستوى الاجتماعى والروحى ..
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "اثنان خير من واحد" وضح لنا أهمية الاحتياج الى الآخر فى كل أمور حياتنا و الكتاب المقدس علمنا أن جسد الإنسان هو مجموعة أعضاء كثيرة تعمل معا و لا يستطيع عضو أن يعمل كل العمل وكذلك لا يستطيع عضو أن يستغنى عن آخر ، " لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة إليك ، أو الرأس أيضا للرجلين لا حاجة لى إليكما" ، فى العمل لا يستطيع واحد أن يعمل بمفرده ، لابد من مساعدين ومعاونين معه ، فى المعاملات يحتاج الإنسان الى آخر صديق يحكى له همومه ومشاكله يجد الراحة عنده بل يجد نفسه فيه ، يحظرنا القديس يوحنا ذهبى الفم من الصداقات الخاطئة "ليكن أصحابك بالألف ، وأصدقاؤك من الألف واحد" فما أخطر الصداقة إن كانت خاطئة وما أحلاها إن كانت صحيحة ، الصديق قد يكون مصدر السعادة وقد يكون مصدر الشقاء ، عليك التدقيق فى اختيار الصديق .
فى الحياة نحتاج لشريك حياة يقف بجوارنا ويكون دافع للنجاح ، فالله خلق حواء لتكون معيلآدم حتى لا يكون وحده فى الحياة ، لذا كل زوجة يجب أن تكون معينا لزوجها لا معوقا أو معطلا له ، والأمر كذلك لكل زوج ، وهناك من يرى نفسه العروس والرب هو العريس فيهب حياته له فلا يشعر بفراغ أو جوع أو عطش "معك لا أريد شيئا فى الارض" ، أيضا يحتاج الإنسان لمن يرشده وينصحه اجتماعيا وروحيا الابن يحتاج لأبيه والابنة تحتاج لأمها ، نحتاج لمرشد روحى يقود الى طريق الرب بشكل صحيح ويرشد كيفية تخطى العقبات التى تواجهه لذا يجب اختيار المرشد الروحى البصير ولنحذر قول الرب "أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما فى حفرة".
لا نستطيع العيش بمفردنا ، نحتاج الى الآخر فى كل جوانب حياتنا ولكن علينا أن ندقق اختيار شريك الحياة الذى يكون خير معين ، الصديق الذى نجد عنده الراحة ، المرشد الذى نجد عنده النصح والارشاد الحقيقى ..
