لعبت المدارس الكاثوليكية فى مصر دورا مهما فى مجال التعليم، ويعود تاريخ المدارس الكاثوليكية فى مصر إلى أكثر ما يزيد على 150 عاماً، وكان أول من فكر فى دعوة رهبان الكاثوليك هو الخديو إسماعيل؛ ففى سنة 1847م أنشئت أول مدرسة للكاثوليك هى القديس يوسف فى الخرنفش، ثم مدرسة الفرير باب اللوق عام 1888م، ودى لاسال بالضاهر عام 1898م، ومدرسة القديس بولس 1890م، ثم مدرسة سان جبريال بسبورتنج بالإسكندرية عام 1900م، ثم كلية سان مارك بالإسكندرية عام 1928م؛ ومن أشهر خريجيها د. عصمت عبدالمجيد الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، والفنان رشدى أباظة، ودودى الفايد نجل الملياردير محمد الفايد، ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة الأسبق.
وبلغ عدد المدارس الكاثوليكية فى مصر الآن 168 مدرسة فى العواصم والأقاليم، وأكثر طلابها من المسلمين؛ حيث تصل نسبتهم فى هذه المدارس إلى أكثر من 80%، ومن أهم الأحداث إنشاء مدارس تابعة لجمعية الصعيد على يد الأب عيروط فى عام 1946 م، هذا الراهب الكاثوليكى المشهور بكتابه عن الفلاح عام 1938 م، وأكد أن منطلق العقيدة الاجتماعية للكنيسة منذ عام 1891 م طبقاً لوثيقة الشؤون الحديثة كانت تتكلم عن حقوق الفقراء والعمال والتركيز على الفقير.
والقبول بهذه المدارس لا يتوقف على الديانة؛ حيث تكون السن هى معيار القبول بالإضافة إلى إجراء مقابلة للطالب والأسرة للتأكد من المستوى الثقافى للأسرة، ولمدارس البنات نوتردام مصر الجديدة وشبرا والفرنسسكان والسكركير باب اللوق والميرديديو بجاردن سيتى والديلى فرانت برمسيس والعائلة المقدسة فى حلوان. وتجمع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية اتحاد يدفع اشتراكا سنويا لوزارة التربية والتعليم 1% من مصاريف التلاميذ سنوياً، وتستطيع هذه المدارس أن تقوم بعمل تآخ بينها وبين أفقر مدارس فى الصعيد، وهذه الإمكانية موجودة، والأمانة العامة فى مصر طلبت هذا عدة مرات، ويرأس هذا التجمع- وهو تجمع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية- أمين عام، وتعتبر الأمانة العامة عضوًا فى الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية فى العالم (OIEC)، ويشارك فى هذا التجمع الدولى من منطقة الشرق الأوسط: «قبرص، مصر، الإمارات العربية، الأردن، الكويت، ليبيا، المغرب، سوريا، فلسطين، وتونس».
وللأمانة العامة فى مصر جهاز ثقافى كان يصدر مجلة غير فصلية، ويقيم حوالى 12 معسكرا صيفيا يجمع بين أبناء الوطن مسلميه ومسيحييه، فقرائه وأغنيائه، وكان يركز على موضوع المواطنة، وما هو الدستور، وحقوق الإنسان، ويقيم مؤتمرا سنويا يديره الطلاب بداية من المؤتمر الصحفى وحتى انعقاد المؤتمر والموضوعات التى كانوا يريدون مناقشتها، وفى نهاية اللقاء يحضر وزير التربية والتعليم حيث يناقشه الطلاب فى أمورهم التعليمية.
وأقام الجهاز الثقافى عدة مهرجانات ثقافية فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة حضرها عدد كبير من طلاب المدارس يفوق العشرة آلاف طالب، وكانت هذه المهرجانات تتضمن لوحات تعليمية وتربوية وثقافية. وفى هذا الوقت كان يدير هذه الأمانة رجل يستحق كل التقدير والاحترام وهو الأب نبيل غبريال، مدير مدرسة الجزويت.
وتستطيع الدولة وهى تعمل على تحسين التعليم وأدواته الاستعانة بـ(OIEC) والاطلاع على أحسن نظم التعليم فى العالم، وهم على أتم الاستعداد للمشاركة والتعاون وتبادل البعثات للاطلاع على أحدث محتويات التعليم الجديدة- وهذه خبرة لايستهان بها- وتستطيع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية التواصل مع (OIEC) لإحداث هذه النقلة فى التعليم، حيث إن هذه المنظمة منتشرة فى جميع أنحاء العالم وتخدم حوالى مليار تلميذ حول العالم، فهل نستطيع الاستفادة من المدارس الكاثوليكية وعلاقتها بـ (OIEC) لعمل تطوير للعملية التعليمية إلى جانب الجهود التى تبذلها الدولة حاليا فى تطوير التعليم؟ هذه فى عجالة أهمية وجود المدارس الكاثوليكية فى مصر.
نقلا عن المصري اليوم