أتوقعه حديث العقل فى مواجهة جنون مطبق استولى على البعض حقدًا وثأرًا، حديث الرئيس اليوم من منصة مؤتمر الشباب يؤسس على تراكم مصداقية فى خطابه للشعب، وبالسوابق يعرفون، ما يهم الرئيس هو ثقة الشعب الذى يثق فى قيادته، يؤسس على مكان محجوز فى القلب، ولا يزعزع مكانه حاقد أو مستغِل أو مستغَل أو طالب شهرة.
الرئيس يواصل حواره مع الشباب على مرأى ومسمع من عامة الشعب، لا يرد إساءة، عُرف عنه الأدب فى مواجهة «قلة الأدب»، ولا يعقب على اتهام جزافى عقور، ولا يجادل إلا بالحسنى وزيادة، ولكنه سيدافع بضراوة عن خير أجناد الأرض.
الهجمة الشرسة على الجيش المصرى ليست مصادفة ولا فجائية ولا رمية بغير رامٍ، شغل أجهزة استخباراتية عاتية مُنِيَت بخسارة فادحة مع قيامة جيش مصر يذود عن الحياض المقدسة، ويرد غائلة الطامعين، ويوقف هجمة الإرهابيين، ويرفع المعاناة عن الطيبين.
الجيش المصرى حائط عالٍ، واستهداف الجيش هدف إخوانى مستدام منذ أيام عبدالناصر وإلى ما شاء الله، وضرب العلاقة الأزلية بين الشعب وجيشه ليس خافيًا عن العامة فى الطرقات، يوم هتفوا «الجيش والشعب إيد واحدة»، فى مواجهة هتافات السقوط القذرة.
ما بين الشعب وجيشه عميق ضارب الجذور، عصِىّ على الخلط والتخليط والقول الباطل، ما يقولون إلا كذبًا، هذا جيش الشعب، جيش يحمل مهمة مقدسة، لا يعرف قدسية المهمة إلا مَن ربض فى الصحراء يحمى الحدود، عين باتت تحرس فى سبيل الله.
نحن قوم نروم شهادة، نزف الشهداء فى أكفان بيضاء مصحوبة بالزغاريد على وقع هدير البشر، الشهيد حبيب الله، نحن قوم وَلِفنا على الجندية ونعرف أنها حق للوطن، وتحت ملابسنا أفرول مُموَّه، وشيب الشعر بين ظهرانينا يتحرقون شوقًا لأيام الجندية ولو ليوم أو بعض يوم، وعلى أهبة الاستعداد لإعطاء التمام إذا نادى المنادى هلموا إلى الجبهة.
الشعب الذى يحوز مثل هذا الجيش العظيم لا خوف عليهم ولا يحزنون فى معية رب العالمين، فالله خير حافظًا، شعب يمد هذا الجيش بمدد كريم من خيرة شبابه، يسمونه «مصنع الرجال»، وعلى مدد الشوف تمتد طوابير الطامحين أمام الكليات العسكرية للالتحاق بجيشهم العظيم، وإذا طلب متطوعين نفروا جميعًا، يأتين من كل فج عميق. الجندية فى الجيش المصرى ليست مهنة، ولكنها واجب وطنى نؤديه عن طيب خاطر، و«القدوة الحسنة» تزين شهادات الخدمة العسكرية مُعلَّقة فى صدر المندرة البحرية، ودعاء الأمهات يسبق خطى الجنود، وافتخار الآباء بالأفرول يرتديه الابن «البكرى» يشرح القلب.
حدانا فى القرى الطيبة، إذا ما دخل الابن الجيش فَضْل ونعمة، إحنا كده، ربنا خلقنا كده، نعشق الجندية، جيش من ضلع الشعب، وشعب جُوّاه جيش، نحن شعب فى جيش، نحن الكل فى واحد اسمه عبدالودود اللى رابض على الحدود.
نقلا عن المصري اليوم