(عزيزى نيوتن،
أتفق معكم يا سيدى فى ضرورة التطوير وتقنين استخدام «التوك توك» وليس الإسراع بالإعدام، ربما كان السبب فى ردة الفعل العنيفة غياب إحصاء دقيق للتكاتك، انتشرت فى الشوارع والحوارى وحتى على الطريق الدائرى كالنمل، تسربت من بين أيدينا دون أن نشعر، وكعادتنا مع كثير من المستجدات لم نُعرها انتباهًا أول الأمر، رأينا فيها سترًا لشاب كان يجلس على المقهى وصار له عمل، أعطاها صغر حجمها ميزة نوعية فتحركت داخل الأزقة والشوارع الضيقة فاكتسبت شعبية أكبر، شيئًا فشيئًا تراجع الإقبال على الحنطور، حاول أصحابه الوقوف فى وجه موجة التكاتك، لكن الأخيرة كانت كاسحة، عادوا فى المساء مكسورين إلى بيوتهم الفقيرة تتداخل فى آذانهم إيقاعات أغنية «طيب يا صبر طيب» بصوت عبدالمنعم مدبولى ناعيًا مهنته وحنطوره، وارتسمت على وجوههم حسرة حين تذكروا أغنية «الجوز الخيل والعربية»، وفى الصباح باع كل منهم حنطوره واشترى «توك توك» واندفع فى الشوارع بحثًا عن زبون، ليقتصر استخدام الحنطور على السائحين.
لم يلغ التوك توك الحنطور فقط، بل صار أول بدائل العمل لكثير من خريجى التعليم المتوسط، ولمن بارت تجارتهم أيضًا، لنكتشف أننا حُوصرنا (توكتوكيًا) إن صح التعبير، لاستكمال الصورة استخدم بعض الخارجين على القانون التوك توك فى أغراضهم الإجرامية.
الآن، نعود إلى سؤال نيوتن: هل نعدم؟ بالتأكيد لا.
أتفق معك يا سيدى أن التطوير هو أقصر الطرق، لكننا نحتاج إلى مجاهدة أنفسنا حتى نسير على طريق التطوير مطمئنين هادئى النفوس.
د. محمد مصطفى الخياط)
■ ■ ■
(عزيزى نيوتن،
إعدام التكاتك هو فى الحقيقة إعدام للواقع.. قرى مصر وبعض الأماكن فى المدن أصبحت تعتمد على التوك توك اعتماداً كلياً، التوك توك وسيلة سهلة، ليس لنقل الأشخاص فقط وإنما لحمل الحقائب وأغراض أخرى لن تؤديها وسائل المواصلات العادية.. قرار استبدال التوك توك بعربات صغيرة أو مصادرته هو قرار كارثى.
هناك سلبيات وتجاوزات متكررة كلنا يعرفها بسبب انتشار التوك توك فى ربوع مصر.. ولكن هذه السلبيات يمكن تفاديها بتقنين الوضع قانونياً بتحديد رقم للمركبة، وأسماء السائقين، والأماكن غير المسموح بالسير فيها.
نحتاج إلى حلقة الوصل بين الواقع ومُتّخذى القرار.. نحتاج إلى من يوضح لنا كيف سيغير القرار من حياتنا.. نحتاج إلى دراسة القرار ثم عرضه على المجتمع قبل اتخاذه لأن التراجع عن القرار يخصم من الرصيد.. قرار إعدام التكاتك قد يكون حماية لبعض المواطنين.. ولكنه سيخلف نتائج سيئة على كل المواطنين.
أحمد شوقى فتحى كامل
صيدلى بالهيئة العامة للتأمين الصحى بدمنهور)
نقلا عن المصري اليوم