الأقباط متحدون | إلي إخوتي السلفيين: أهنئكم بعيد ميلاد عيسي أحد أنبيائكم!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٦ | السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١١ | ٢١كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

إلي إخوتي السلفيين: أهنئكم بعيد ميلاد عيسي أحد أنبيائكم!

السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١١ - ٣١: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
خلال عمري كله .. عندما يأتي عيد ميلاد يسوع بالإضافة إلي الإحتفال بسنة ميلادية جديدة .. كان الشعب بأجمعه يتبادل التهنئة بصدق وبأمانة وبمحبة حقيقية . لم يخطر علي بال أحد أن أيام أعياد الميلاد يخص فئة معينة أو طائفة خاصة .. الكل يخرج .. الكل يتزاور .. الكل يفرح .. الكل يتبادل كروت التهنئة .. الكل يتشوق بقدوم بابا نويل وعديتهِ.. كل الأحياء الفقيرة و الغنية كانت تقيم شجرة الميلاد بدون إستحياء أو خوف .. وكان ابناء الحي يشاركون إخوتهم المسيحيين في تزيينها .. جميع المحلات التجارية الإسلامية قبل المسيحية تتنافس علي إقامة شجرة الميلاد ... ويلصقون علي واجهات محلاتهم عبارات التهنئة المُميزة لهذا العيد الذي يحتفل به جميع شعوب البلدان المسيحية والغربية والآسوية والعربية و الإسلامية .. معروف ومعلوم أن هذه الأيام هي بمثابة إنفراجة لكثير من محلات الأطعمة والمطاعم والكازينوهات والملاهي وأغلب أصحابها مسلمون الذين يتنافسون أيضا علي إظهار معالم هذا العيد المتميز , ليس لجذب الزبائن وحسب , بل من منطلق محبة ومشاركة منهم لإخوتهم المسيحيين .


لكن عندما ظهر المد الإسلامي المتطرف منذ 20 سنة تقريبا , بدأت هذه المظاهر تقل تدريجيا .. وإنحصرت مظاهر الإحتفال بعيد السنة الجديدة وذكري عيد الميلاد تدريجيا علي الأحياء الراقية فقط .. وبالرغم أن الحكومة السابقة التي كانت تدير البلاد قبل 25 يناير 2011 قررت ان يوم عيد الميلاد يوم أجازة رسمي لجميع الشعب المصري , إلاّ أن هذا القرار هو لتبريد ماء الوجه لأعمال تخريبية وإستفزازية من تفجير ووقف بناء كنائس وخطف بنات واسلمتهن و الهجوم علي قري أغلبها مسيحيون والإعتداء علي ممتلكاتهم التي كانت تحدث شبه يوميا وما زالت تحدث حتي وقتنا هذا.
قامت ثورة الشباب الذي يؤمن بدولة " المدنية وجهتها والمواطنة أساسها والديموقراطية مشروعها ", وبعد ما تم سحب البساط من تحت أقدامهم لكي تقف عليها الفئات الإسلامية المتطرفة بدلا منهم .. وبعد أسوء إنتخابات في تاريخ مصر المعاصر "ظاهرها ديموقراطي أما داخلها مملوءة غش واستغلال عوز وجهل فئة لا بأس بها " قلبت موازين الحقيقة وآلت الدولة إلي الإتجاه الديني في الحكم , وهذا عكس ما كان يتمناه شباب التحرير الذي لهم الفضل الأول والأخير في وصول هؤلاء المتطرفين الذين هم الان علي الساحة السياسية وفي طريقهم إلي تقسيم مصر والذهاب بها إلي الهاوية .. وخصوصا بعد تصريحات مجموعة منهم بتكوين فرق " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ومنتظرين السماح لها من المسئولين بعد استقرار الحكومة والمجالس النيابية ورئيس الدولة .


بعد كل هذه الإنجازات الوهمية التي أحدثتها ثورة 25 يناير والتي نستعد من الآن الإحتفال بمرور سنة علي قيامها .. نجد أن هؤلاء المتطرفين الذين سوف يشاركون في إعادة بناء دولة مصرية حديثة يدلون بتصريحات غريبة وهي عدم جواز تهنئة المسلمين لإخوتهم المسيحيين بعيد الميلاد المجيد .. هذا العيد شاهد الإحتفال به كبار شيوخ الإسلام بمصر منذ بناء الدولة الحديثة , وإتخذ هذا اليوم لنفسه مكانة عظيمة بين المسلمين والمسيحيين حيث كان بمثابة فرصة فريدة لتقوية عراول العلاقات بين عنصري الأمة .
إنشرح صدري وأبتهج قلبي عندما رأيتُ وسمعتُ من خلال جميع انواع الميديا تصريحات القوي الليبرالية وإخوتي المسلمين المعتدلين الذين عاشوا وما يزالوا يعيشون معنا , إستنكارهم لهذه التصريحات الخبيثة .. كما أبدوا إشمئزازهم لهذه المجموعات المتطرفة حتي أنهم أطلقوا عليهم الكثير من النكات والطرائف المضحكة و التي تدل علي سخريتهم منهم وان عدم جواز تهنئة المسيحيين غير مقبولة لديهم .. وهذه هي حقيقة الشخصية المصرية .. الذي تعود منذ آلاف السنوات أن يعيش بحريته , وأن يعبد ربه بطريقته .. ولا ينتظر عصا خرزانية لكي توجهه إلي مكان الصلاة . تعود المصري أن يعيش مرفوع الراس .. وتعود المصري أن يهنيء ويحتفل مع أعياد الآخر. لم يعرف هؤلاء السلفيين المتشددين أن مسلمي مصر ومؤازرة مسيحييها هم الذين حافظوا علي الإسلام , وكان الأزهر المعتدل مصدر التبحر والتعلم في دراسة كتبهم ونشره بين الدول .



وكالعادة ... وعندما رأي مسئولي الجماعات السلفية أن تصريحات عدم تهنئة المسيحيين بأعيادهم لم يقبلها المسلمون المصريون الأصليون .. قاموا علي الفور بتكذيبها لهذا الخبر وحاولوا التبرأ منه بطرق ملتوية غير مقنعة . وانا أحييي جميع الإعلاميين من مقدمي برامج وصحفيين إصرارهم علي تكرار تقديم التهنئة للمسيحيين وبكلمات مشبعة بالحب وبالأخوة وبعدم التفرقة .. كما ابدوا عدم رضاهم علي هذا العبث الذي يخرج من اناس سوف يكونوا لهم النصيب الأكثر في حكم مصر .... عجبي .....!


لكن لي عتاب علي دار الإفتاء .. لأنها وبالرغم أنها قامت مشكورة وبسرعة اصدار بيان يمحو هذا الفكر العجيب , إلا أنها لم تتوفق في كتابته .. فقدت تألمت جدا من تصريح دار الإفتاء علي ما صدر من هؤلاء القوم السلفي الذي يعبث بوحدة مصر و الذي كان المفروض أن يكون بمثابة الرد الذي يثلج قلوب المسيحيين علي تصريحاتهم فقد قالت في تصريحاتها : " تهنئة المسيحيين بالأعياد (إحسانا) .. وقبول هداياهم مستحبة " .. ونحن لنا تحفظ علي كلمة " إحسانا " حيث إختلفت الأراء في تفسيرها وفي معناها .. لذلك وحفاظا علي العلاقة سوف لا نتصدر لها , فربما يقصدون خيرا منها .


إخوتي السلفيين ... فتاوي عدم تهنئتكم لنا في أعيادنا .. لا يشغل بالنا , طالما لم تصدر من مسلمين مصريين .. فإسلامكم ليس مصريا بل هو إسلام بدوي وهابي نحن لا نعترف به ولا تعودنا أن نراه في إخوتنا المسلمين الذين ذهبت أبنائهم وأبنائنا إلي ميدان التحرير رافعين أياديهم المتشابكة وهم في وسط النار وغازات المسيلة للدموع , حيث لا يستطيع أحد منكم كسلفي وعلي حسب محدودية تفكيره أن يميز بين الشاب والشابة وبين المسلم والمسيحي .. هذه هي مصر .. وسوف تكون بالنسبة لكم غريبة ومن الصعب تطويعها لأوامركم .فالمصري إن كان مسيحيا أو مسلما فهو خط أحمر .
أتركونا نهنيء بعضنا البعض .. أتركونــا نحيا حياة سوية .. أتركونا نبني مصر ونردها إلي عظمتها ومجدها ..
وأخيرا أتركونا نهنئكم بميلاد نبيكم عيسي ... ! وكل سنة وانتم طيبين .....!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :