الاعادة اصبحت واردة والنساء يراهن علي المنافسة ومرشح النهضة يتوعد
سليمان شفيق
قبل يوم من انتهاء الحملات الانتخابية لرئاسيات تونس المقررة الأحد 15 سبتمبر ، ارتفعت نسبة المخالفات المسجلة من قبل المرشحين والتي وصلت إلى نحو ألف مخالفة حتي ليلة اول امس الأربعاء، على جانب آخر، يكثف المرشحون حملاتها لكسب مزيد من الأصوات قبل الدخول في الصمت الانتخابي السبت 14 سبتمبر القادم.
وشهد انطلاق الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي في تونس مشهد إعلامي واسع متنوع، طرح وبقوة تساؤلات حول الآليات الرقابية المتوفرة لضمان حيادها والتزامها بضوابط القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، والذي يضبط قواعد تغطية الحملة الانتخابية في وسائل الإعلام
تابع التونسيون المناظرات التلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية التي جرت لاختيار رئيس من أصل 26 مرشحا، في ما يشكل مبادرة نادرة في العالم العربي. وفي حين يشعر العديد بالفخر أمام ما يمثل نقطة تحول في السياسة التونسية، يحير البعض أمام العدد الكبير من المرشحين والبرامج والقضايا التي يصعب حصرها في بعض الأحيان.
مناظرات غير مسبوقة :
وكانت تونس قد شهدت قبل أسبوع من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ثلاث أمسيات متتالية مناظرات كبرى بين المرشحين الـ26، في مبادرة ديمقراطية نادرة في العالم العربي
وأثارت هذه المناظرات شعورا بالفخر لدى العديد من التونسيين الذين يرون أن بلدهم بات مرجعا في الديمقراطية في المنطقة.وفي نفس الوقت يشعر البعض بالحيرة أمام صعوبة الاختيار.
الطريق الي قرطاج :
وتجري المناظرات تحت عنوان "الطريق إلى قرطاج. تونس تختار"، وتشكل ذروة الحملة الانتخابية ونقطة تحول في السياسة التونسية قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 15 سبتمبر، وكانت المناظرات تمّت بعد توزيع المرشحين على ثلاث أمسيات .
واستغرقت كل مناظرة ساعتين ونصف الساعة. وبثت المناظرة الأولى مباشرة على 11 قناة تلفزيونية، بما في ذلك قناتان عامتان وعشرون إذاعة.
وفي دعابة ، يقول بلعباس بن كريدة مؤسس مبادرة "مناظرة"، الشريك غير الحكومي للعملية، تعليقا على هذه المناظرات "لا مجال للإفلات منها".
طرح الصحافيان أسئلة أعدها إعلاميون واختيرت بالقرعة مساء الجمعة، ورد عليها المشاركون على مدى ساعتين. وشملت الأسئلة مجالات تتعلق بحقوق الإنسان والأمن والاقتصاد والعلاقات الخارجية، إضافة إلى تعهدات المرشحين للأيام المئة الأولى من الحكم.
وفي نهاية المناظرة، منح كل مرشح 99 ثانية لتوضيح برنامجه ووعوده الانتخابية
وتجمع التونسيون في المقاهي لمشاهدة المناظرة، وكانت أنظارهم مشدودة إلى شاشات التلفزيون كما لو كانوا يتابعون مباراة مهمة لكرة القدم.
ويقول الأسعد خضر رئيس نقابة قنوات التلفزيون الخاصة "في العالم العربي، في أغلب الأحيان عندما نتحدّث عن المنافسة، نعرف من سيفوز في النهاية بنسبة 99,99% من الأصوات. أما اليوم فنحن لا نعرف من سيفوز
لكن في الواقع، يصعب التكهن بنتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، مع هذا العدد الكبير من المرشحين والبرامج والقضايا التي يصعب حصرها في بعض الأحيان
وتقول منية ذويب عضو اللجنة المنظمة "هذا غير مسبوق ! بصفتي صحافية تونسية، أنا فخورة بهذا ومتلهفة للأمر".
وجاء في تقرير لمركز "جسور" التونسي للأبحاث "للمرة الأولى لا يملك التونسيون فكرة عن من سيكون الرئيس"، مضيفا "عام 2014، كان هناك بطلان: الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي و(الرئيس الراحل الباجي قايد) السبسي... لكن اليوم كل شيء وارد".
ورغم التقدم الكبير الذي حققته تونس في المسار الديمقراطي منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011، وكذلك انتعاش النمو الاقتصادي مؤخرا، لا تزال الحكومة عاجزة عن تلبية الاحتياجات الاجتماعية للسكان، ولا سيما بسبب تسارع التضخم الذي يبلغ 6,5 في المئة ونسبة البطالة في مستوى 15,3 في المئة، ما يساهم في تراجع ثقة التونسيين في قادتهم، وفقا لمراقبين.
القروي والاضراب عن الطعام :
بدأ المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية نبيل القروي الخميس إضرابا عن الطعام داخل سجنه، وفق ما أكد عضو هيئة الدفاع عنه رضا بلحاج لمراسل فرانس24 في تونس. وأضاف بلحاج أن إضراب القروي عن الطعام جاء للمطالبة بحقه في الاقتراع، خلال الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 15 سبتمبر القادم
أفاد مراسل فرانس24 في تونس نور الدين المباركي أن نبيل القروي ، رئيس حزب "قلب تونس" والمرشح للانتخابات الرئاسية دخل في إضراب عن الطعام داخل سجنه بداية من امس .الخميس، وفق ما أكده عضو هيئة الدفاع عنه رضا بلحاج
وقال المحامي رضا بلحاج في اتصال هاتفي مع مراسل فرانس24 إنه زار نبيل القروي صباح امس الخميس وأعلمه بدخوله في إضراب عن الطعام " للمطالبة بحقه في الاقتراع " يوم الأحد 15 سبتمبر القادم.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت يوم 23 أغسطس الماضي توقيف القروي، بمقتضى مذكرة جلب صادرة بحقه، وذلك بعد شهر ونصف من توجيه التهمة إليه بتبييض أموال.
والقروي هو مؤسس قناة "نسمة" التلفزيونية وزعيم حزب "قلب تونس" وقد وجهت السلطات إليه وإلى شقيقه غازي في 8 يوليو تهمة "تبييض الأموال"، لكن السلطات الانتخابية أكدت أن ترشيحه لا يزال ساريا على الرغم من توقيفه.
وجاء في تغريدة على الصفحة الرسمية للقروي تعليقا على غيابه "حرموني من حقي الدستوري للتعبير أمام الشعب التونسي. ويجرؤون على الحديث عن انتخابات شفافة وديمقراطية في غياب مبدأ أساسي وهو التساوي في الحظوظ".
ودرس المنظمون إتاحة مشاركته في النقاش عبر الهاتف من زنزانته، لكن القرار ترك للقضاءولم يتوفر له .
مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي المقرر الأحد القادم ، رفع المرشحين للرئاسة في نسق زياراتهم للمناطق الداخلية وأن المسائل الاجتماعية والاقتصادية تطغى على الحملة التي اختتمت اليوم الجمعة، كما أكد مباركي أن الاستعدادات على أشدها ليوم الصمت الانتخابي غدا السبت ويوم الاقتراع الأحد لتجنب الإخلالات، فيجري التحضير لنشر آلاف المراقبين وسط مخاوف من العزوف عن المشاركة في الانتخابات ما قد يحرم العملية الديمقراطية من بعدها الصحيح.
ننتظر للاحد حيث ان الاعادة اصبحت واردة والنساء يراهن علي المنافسة ومرشح النهضة يتوعد .