بالفيديو.. كمال زاخر: الدولة اختزلت الأقباط فيي البابا.. وثورة الاتصالات فككت المعادلة

ناقش برنامج "يتفكرون"، المذاع على قناة الغد الفضائية، ويقدمه الدكتور خالد منتصر، قضية سلطة الكنيسة على المسيحيين، حيث استضاف الكاتب والمفكر كمال زاخر، والدكتور باسم الراعي، أستاذ الفلسفة بالجامعة اللبنانية.

 

وقال "زاخر"، إن هناك اختلاف كبير بين الكنيسة الغربية والشرقية، لصالح الأخيرة، لافتا إلى أنه بعد دخول العرب تحولت من كنيسة أغلبية إلى كنيسة أقلية، والحاكم وجد نفسه أنه ييحتاج للتعامل مع الكنيسة من خلال رأسها، خاصة وأننا لم نختبر فكرة الحوار المجتمعي وتداول السلطة، ولكن كنا نستيقظ صباحا لنجد حاكما جديدا أزاح حاكما أخر، لافتا إلى أن مسألة "الأقلية" جعلتهم يقبلون سلطات أوسع للكنيسة.

 

وأضاف، أن ما حدث في مصر في التاريخ المعاصر، فوجئنا بنظام جديد عام 1952، حيث حاول جمال عبد الناصر تمرير رؤيته دون التصادم مع كتلة كبيرة هي الأقباط، وقامت السلطة باختزال الأقباط في الكنيسة ثم اختزلت الكنيسة في الإكليروس، ثم اختزلت الإكليروس في البابا، وبالتالي إذا أرادت الدولة شيئا من الأقباط تذهب للبابا على اعتبار أنهم رعاياه ويطيعون كلامه، وإذا أراد الأقباط شيئا من الدولة يتوجهون للبابا، وهذا يفسر تظاهر الأقباط ضد الأحداث الإرهابية في الكاتدرائية.

 

وشدد الكاتب والمفكر، على أن هناك تغير حدث في المجتمع وهو "العالم الافتراضي"، والفضاء الإلكتروني، وثورة الاتصالات، أصبح الهاتف المحمول الصغير يعتبر مؤسسة إعلامية مستقلة، لافتا إلى أن الانتقاد لرجال الدين وصل إلى الانفلات، حيث أن المجتمع المصري والعربي ليس سويا ولكنه "ودني" يميل إلى السماع، موضحا أن هذا التغيير الذي حدث فكك معادلة توجيه الأقباط من خلال البابا.

 

وأشار إلى أن هناك متلازمة في مصر، بين البابا والرئيس، فمثلا يصل البابا كيرلس السادس إلى سدة الكرسي المرقسي، بالتزامن مع وصول الرئيس جمال عبد الناصر إلى سدة الحكم، والاثنين بهما بعض الصفات المتشابهة، وهذا تكرر مع البابا شنودة الثالث والرئيس محمد أنور السادات، وهذا يفسر الصدام بينهما لأنهما كانا لديهما إحساس بالزعامة، والرغبة في قيادة الأقباط.

 

من جانبه، قال الدكتور باسم الراعي، أستاذ الفلسفة بالجامعة اللبنانية، وكاهن بالكنيسة المارونية، إن القضية تختلف من كنيسة لأخرى، ويعتبر النموذج البارز لتصاعد السلطة الكنسية في الشئون المدنية هي الكنيسة الغربية، في القرون الوسطى، ولعب الأساقفة في المدن أدوار لحضن المجتمع والدفاع عن حقوقه، وفيما بعد صار هناك رغبة في ذلك، ما أدى إلى أن سلطة البابا والأساقفة أصبحت سلطة مرجعية للسلطة المدنية، مشيرا إلى وجود نوع من "تبادل الضرورة"، وفيما بعد بعد استقرار السلطات في الدول أصبح هناك تحالف بين "العرش" و"العرش"، ومن هنا جاءت الكلمة الشهيرة أن الشعوب على دين ملوكهم.

 

وشدد "الراعي"، على أن السلطة في الأصل هي القدرة على التوجيه، والإيمان ليس علاقة فردية بين الله والإنسان فقط، بل الله والإنسان وباقي المؤمنين، ومن هنا تنشأ ضرورة وجود سلطة توجه وتفسر وترشد، لافتا إلى أن الهيمنة والسيطرة تظهر عند غلق التفكير، وفي بعض الأحيان مارست الكنيسة الغربية نوعا من الهيمنة والسيطرة على مؤمنيها.