إلهام مانع
هذه رسالة إلى الأزهر الشريف.
هذه رسالة إلى الأزهر'>شيخ الأزهر الفاضل.
أسأله فيها هل يجوز للمسلمين سبي النساء في حرب مع دولة عدوة اليوم؟
أسأله فيها هل يجوز زواج الصغيرات اليوم؟
ثم أسأله فيها، هل من مات على غير الإسلام كافر وسيحرق في جهنم؟
وسؤالي ليس سؤالا في الواقع.
فمع احترامي لمقامك الرفيع، اظن انه قد حان الوقت كي تَأخذ والأزهر موقفاً فقهيا شرعيا واضحاً غير متذبذب.
غير متردد.
لايمُسك العصا من الوسط.
فأنتم ما فتئتم تكررون إن الإسلام دين تسامح.
ومادام الامر كذلك فكيف يمكن لدين التسامح أن يقبل بسبي النساء مع “من لا عهد لنا معه”؟ كيف يمكن لدين التسامح ان يقبل بزواج الصغيرة “طالما تتحمل الوطء”؟ ثم كيف لدين التسامح أن يكون متسامحاً فعلاً مادام يصر على أن من لا يؤمن به سيحرق خالداً في جهنم؟
إذا كان هذا التسامح كما تفهمونه، فأعذرني أستاذي، كيف تفهمون الكراهية؟
آن أوان ذلك الموقف الحازم. ذاك الذي يقول، إن السبي حرام شرعاً. وزواج الصغيرات حرام شرعاً. وتكفير غير المسلمين حرام شرعاً.
فكل ما يؤذي كرامة الإنسان وحقوقه المتساوية حرام شرعاً وليس ديناً.
صعبه ديه؟
السؤال واجب، فضيلة الشيخ.
لأنكم وأن كنت قد أخرجتم من أمَت صلاة مختلطة حاسرة الشعر من ملة الإسلام، لا تبُدون اعتراضا على ما يقوله الشيخ عبد الله رشدي، الذي ملأ العالم صخباً بمقولته بإن الأزهر قادم.
لم نسمع اعتراضاً على تأكيد عبد الله رشدي إن السبي جائز ويكون “بين قوم ليس بينك وبينهم ميثاق ولا اتفاق”.
وللأمانة الشيخ عبدالله رشدي قال أيضا إن “عدم وجود ميثاق ليس موجوداً اليوم لوجود اتفاقيات وهناك قوانين دولية تنظم ذلك”.
لكن دعني اسأل سؤالا مزعجاً، لنفترض مثلاً أن إيران دخلت في حرب مع إسرائيل. وكما نعرف ليس بين الاثنين ميثاق ولا عهد. هل يجوز حينها شرعاً لإيران أن تأخذ نساء إسرائيل سبايا؟
هل تفهم فضيلة الشيخ سبب انزعاجي؟
فما يقوله ذلك الشاب، الذي يبدو لي فرحاً كثيراً بنفسه، لا يعني أكثر من أن السبي جائز عندما تتوافر “الظروف الشرعية”.
وأعتقد أن الوقت قد حان كي نقول “حتى لو توافرت تلك الظروف، فإن السبي حرام شرعاً”.
الاستحواذ على إنسان، سلبه حريته، حرام. في كل الأحوال.
صعبه ديه؟
ما يزعج أكثر أن الشاب بعد أن أوضح لنا متى يمكن للمسلمين أن يأخذوا سبايا، قرر ان يُتحفنا بالأصول الشرعية لمعاملة السبية.
لا يجوز غصبها على ممارسة الجنس.
يقول لنا.
لكن المرأة أسيرة. جارية.
اليس هذا اغتصابا لكرامتها وكينونة إنسانيتها؟
صاحبنا، فضيلة الشيخ، لا يعترف بالعقل منطقاً.
والمحزن أنه لا يعترف بالإنسانية أساساً.
كمقولته في جدله مع الباحث المفكر إسلام البحيري بإن الطفلة الصغيرة يمكن لها الزواج ما دامت تتحمل الوطء.
هل هذا حديث يليق بمن يؤمن بدين الرحمة؟
صالحة للوطء؟ هل هي بهيمة فضيلة الشيخ؟ إذا كنت لا أقبلها على الحيوان، هل نقبلها على الطفلة الصغيرة؟
أو مقولته بأن “المسيحيين كفار وكل من لقى الله على غير الإسلام كافر”.
ثم تستغربون عندما يصدق شباب جاهل هذا الحديث ويفجر الكنائس؟
خطاب الكراهية الذي يتبناه عبدالله رشدي يمهد للعنف الذي يواجهه المصريون بمختلف اطيافهم الدينية.
وتستغربون بعد ذلك؟
هذا الشاب يعمل كإمام وخطيب جامع رسمي، وتم تعيينه من قبل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
هذا الشاب يقول إنه يتحدث باسم الأزهر.
وهذا الشاب يضع صورته مع جنود جيش مصر الحبيبة على موقعه في التويتر.
ولم نسمع لكم رداً على ما يقوله.
ومادام الصمت كان ردكم، فهل هذا يعني رضاكم عن ما يقوله؟
هل سبي النساء والأطفال، زواج الصغيرات وتكفير غير المسلمين هو أساس الخطاب الوسطي المعتدل؟
هل هذا هو تجديد الخطاب الديني؟
إذا كان هذا هو الخطاب الوسطي المعتدل، كيف يكون التطرف إذن سيدي؟
أسألك فضيلة الشيخ.
وسؤالي ليس سؤالا في الواقع.
فمع احترامي لمقامك الرفيع، اظن انه قد حان الوقت كي تَأخذ والأزهر موقفاً فقهيا شرعيا واضحاً غير متذبذب.
آن أوان ذلك الموقف الحازم. ذاك الذي يقول، إن السبي حرام شرعاً. وزواج الصغيرات حرام شرعاً. وتكفير غير المسلمين حرام شرعاً. في كل الأحوال.
فكل ما يؤذي كرامة الإنسان وحقوقه المتساوية حرام شرعاً وليس ديناً.
صعبه ديه؟
نقلا عن civic egypt