في قرية شباس عمير بمركز قلين، بمحافظة كفر الشيخ، وفي 31 يناير 1938، ولد الروائي والكاتب الكبير خيري شلبي، والذي كان من أوائل من كتبوا بما يعرف الآن بالواقعية السحرية، حيث تنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع، مثلما فعل في روايتيه «السنيورة» و«بغلة العرش»، حيث يصل الواقع إلى تخوم الأسطورة في الأولى وتصل الأسطورة في الثانية إلى تخوم الواقع، أما روايته «الشطار» فيرويها كلب.
وفي سبعينيات القرن الماضى حقق «شلبي» نحو 200 مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، ولم يكن أى من هذه المسرحيات قد ورد ذكرها في أي من الدراسات التاريخية والنقدية المعنية بالمسرح، ومما عثر عليه نص مسرحي من تأليف الزعيم مصطفى كامل بعنوان «فتح الأندلس»، وقام بتحقيقه ونشره في كتاب مستقل، ونص آخر كتبه الشيخ أمين الخولي لفرقة عكاشة بعنوان «الراهب».
اكتشف «شلبي» أيضا قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي، إذ عثر عليه في إحدى مكتبات درب الجماميز المتخصصة في الكتب القديمة، ولم يكن كتابا بل كراسة محدودة الورق مهترئة ولكنها واضحة وعليها توقيع النائب العام محمد نور، الذي حقق مع طه حسين في القضية، وحقق «شلبي» هذه الوثيقة وأصدرها في كتاب «محاكمة طه حسين».
ومن مسرحياته «صياد اللولي» وغنائية «سوناتا الأول» و«المخربشين»، غير مؤلفاته التاريخية والتوثيقية والنقدية، ومنها «غذاء الملكة» و«لطائف اللطائف» و«أبوحيان التوحيدي»، وأنتج فيلمين أحدهما مأخوذ عن روايته «الشطار»، و«سارق الفرح» عن قصة قصيرة.
أما روايات وكالة عطية والوتد والكومي فقد تم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية، وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية، إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر 2011.
حصل «شلبي» على العديد من الجوائز المصرية والعربية ورشح لجوائز دولية نال بعضها، ومن هذه الجوائز جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزة أفضل رواية عربية عن «وكالة عطية»، والجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن «وكالة عطية» وجائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب عن رواية «صهاريج اللؤلؤ» وجائزة الدولة التقديرية.
وكان قد تولى رئاسة تحرير مجلة الشعر لسنوات ورئاسة تحرير سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية للهيئة العامة لقصور الثقافة حتى وفاته.