لأسرة فقيرة تعمل بالزراعة، ولد الزعيم الصيني ماوتسي تونج عام ١٨٩٣، وقد شارك والده في الزراعة، واستمر على هذا حتى السابعة عشرة من عمره، وكان يوفق بين هذا العمل والدراسة، وأثناء الدراسة أولي اهتماماً كبيراً بتاريخ المجتمعات الزراعية وثورات الفلاحين، وكان متمرداً ثائراً بطبعه.
انتقل إلى المدرسة المتوسطة في تشانج شا، وكان وهو في الثامنة عشرة من عمره وهو في تشانج- شا، قد تقدم لامتحان القبول بمعهد سيانج- هيانج، ونجح في الامتحان، وأراد أن يصبح أستاذاً فالتحق بجامعة بكين عام ١٩١٨م، واندلعت آنذاك الثورة التي قادها «صن ياتسن»، ترك ماو دراسته والتحق بالجيش الثوري وبدأ يعلم نفسه بنفسه في مكتبة إقليم هونان، وبدلاً من أن يعمل بالتدريس بعد إتمام دراسته عام ١٩١٨، عمل مساعداً في مكتبة الجامعة، وأسس هو وصديقان له الحزب في ٤ مايو ١٩١٩، وفي ١٩٢٠ أصبح مديراً لإحدي المدارس المتوسطة، وظل الحزب بين صعود وهبوط، وكان من كبار الأعضاء في الحزب الشيوعي الصيني الذي تأسس عام ١٩٢٠، والذي كان يخوض صراعاً دامياً مع نظام شيانج كاي شيك الصيني، من أجل إقامة النظام الاشتراكي بدلاً من النظام الإقطاعي القائم.
وفي عام ١٩٢١م أصبح واحداً من الاثني عشر الذين أسسوا الحزب الشيوعي في شنغهاي إلى أن أصبح زعيماً له في عام ١٩٣٧م، وقد اعتبر الفلاحين قاعدته السياسية الأولي، وعمل على تطوير مفهوم جديد للشيوعية سماه «الماوية»، وكان خليطاً من شيوعية لينين وماركس، وعمل على التحالف مع الاتحاد السوفيتي، ومن ثم خرج لجموع الصينيين بالثورة الثقافية.
وفي عام ١٩٢٧م حينما بدأت حملات السلطات الصينية في ملاحقة ماو وأنصاره هربوا إلى الجبال، وفي عام ١٩٤٧م أصبح قائد الشيوعيين وتحرك لقلب نظام الحكم، وكانت استراتيجية الحزب تعتمد على العمال، ولكن ماوتسي تونج قرر عكس هذه الاستراتيجية، رافعاً شعار الثورة تبدأ من حقول الأرز، مما يعطي دلالة الاعتماد على الفلاحين أكثر من العمال.
وكتب يقول: «بدون جيش ثوري ليس للشعب شيء»، ودعا فرق الجيش للتجمع وسألهم: هل سنقوم على الثورة أم لا؟ فردوا جميعاً: نعم سنقوم عليها، فكان نجاح الثورة الاشتراكية بذلك يعود لرؤية ماو، وكان في عام ١٩٤٩ قد أعلن تأسيس الصين الشعبية، وحرص على تحديث الصين، وفي ١٩٦٦م أشعل ثورته الثقافية الكبري، ووصل بالصين إلى أن أصبحت قوي عظمي، إلى أن توفي «زي النهادره» في ٩ سبتمبر ١٩٧٦.