كتب – روماني صبري
طرح برنامج "في فلك الموضوع "، المذاع عبر فضائية فرانس 24 ، سؤالا حمل عنوان "ماذا يريد الإخوان المسلمون؟."
وعرض البرنامج تقريرا .. هذا نصه :
يقولون نحن أصحاب دعوة ربانية عالمية إسلامية.. جماعة أطلقها في مصر شاب يدعى "حسن البنا" وذلك في العام الثامن والعشرين من القرن العشرين.. أصبحت هذه الجماعة من أقوى التنظيمات الإسلامية على وجه الكوكب.. نتحدث عن الإخوان، ماضيهم حافل بالاغتيالات والتفجيرات، وحاضرهم تحاصره التساؤلات، إخوان على من يا ترى؟.. ماذا يريدون بالتحديد؟.. ما علاقتهم بالإرهاب والأصولية؟ ..وما حقيقة ارتباطهم الوثيق بأجهزة استخبارات عالمية؟ ..هم الذين وجدوا الحل في الإسلام، وصلوا إلى الحكم هنا وتمت الإطاحة بهم هناك.. وفي ظل واقع غامض لجماعتهم أصبح شعارهم "وأعدوا" فماذا يعدون بالتحديد؟.
دولة تقصي كل مختلف
وقالت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش ، ردا على السؤال ، أن جماعة الإخوان تريد تأسيس دولة دينية تقصي كل من يرفض ارتداء عباءتهم ، وتقمع كل من يختلف معها في الآراء والدين ، واستطردت :" هم يريدون دولة لا تؤمن ولا تعترف بالمؤسسات المدنية .. ودائما ما رأيت ثرثرتهم حول تأسيس دولة مدنية ذات مرجعية دينية ، ضربا من الجنون والتدليس.
وأوضحت :" لم تشترك هذه الجماعة في ثورة 25 يناير 2011 ، بل قفزت على الثورة واختطفتها من الثوار ، حينما تأكدت أن مطالب الثوار على وشك التحقيق .
جماعة غير واضحة
وبدوره أبدى احمد نظيف – صحفي وباحث في شؤون الجماعات الإسلامية -، اندهاشه من هذه الجماعة قائلا :" يقولون نريد إقامة دولة مدنية ذات مرجعية دينية !! ..ما معنى هذا الكلام ، كل الدول العربية هي دول مدنية تؤكد دساتيرها على أن الإسلام دين الدولة وهو مصدر التشريعات والقوانين ، إذا ما الجديد الذين سيأتون به ؟!
وأردف :"مشكلة هذه الجماعة هو افتقادها للوضوح في خطاباتها .. يريدون دولة مدنية مرجعيتها الإسلام ، في هذه الحالة ماذا ستكون طبيعة القوانين التي ستطبق على المواطنين غير المسلمين ؟! هل سيحكمون عليهم بناءا على قوانين الدولة الدينية ! ، كيف سيكون وضع هؤلاء المواطنين داخل دولة مدنية مرجعيتها دينية .
وأوضح :" الإسلام به العديد من المذاهب إذا أي إسلام سيطبقون وأي قانون سيطبقون ، هم يروجون هذه العبارة للعامة من الناس بشكل عاطفي يفتقد للوضوح .
تاريخ حافل بالدماء والجرائم
وعرض البرنامج تسجيل صوتي لسيد قطب ، ابرز قيادات الجماعة الإرهابية ، والذي اعدم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لجرائمه في حق مصر والمصريين ، وهو يدعو إلى الجهاد قائلا :" أن الطريق مفروشة بالأشواك .. لا بل أنها مفروشة بالأشلاء والجماجم مزينة بالدماء .. غير مزينة بالورود والرياحين ."
وارتبك وتلعثم على الهواء الشيخ عصام تليمة – احد قيادات الإخوان -، من دعوة سيد قطب قائلا :" هذه الكلمة قالها الأستاذ قطب ولم يكن من الإخوان وقتها بل كان صديق لعبد الناصر ، ما جعل المذيعة تتهمه بالتبرؤ من قطب .
فأستطرد يقول مرتبكا :" لم يكن من الجماعة وقتها بل كان ينتمي لنظام عبد الناصر.. وما أكد كذبه انه عاد وجمل دعوة قطب بأنه كان يقصد من حديثه أن إقامة دولة مدنية تتمتع بالحرية تقتضي مواصلة التصدي للنظام القديم مثل ما حدث في ثورة يناير .