نادر نور الدين محمد
يتردد فى الشارع المصرى سؤال هام: هل احتراق غابات الأمازون هو احتراق لرئة كوكب الأرض وأن البشر معرضون للاختناق؟! فى الحقيقة أن الغابات أحد الرئات المهمة لكوكب الأرض وهى تمتص كميات كبيرة من الغاز القاتل خاصة أثناء النهار خلال عملية التمثيل الضوئى لتكوين اللون الأخضر للأشجار وفى نفس الوقت تطلق كميات كبيرة من الأكسجين، وعموما لا تعتبر غابات الأمازون هى الغابات الأكبر فى العالم وإنما تأتى فى المرتبة الثانية بعد غابات روسيا، كما أن غابات الصنوبريات تغطى المساحة الأكبر من المناطق الباردة فى العالم ولا تمثل الأمازون أكثر من 12% فقط أو أقل من حجم غابات العالم ولا تمتص إلا نفس النسبة من الغاز القاتل وحتى لو احترقت كل غابات العالم فسيظل الأكسجين موجودا.
أما المحيطات فهى الرئة الأكبر التى لا يستطيع الإنسان العبث بها أو إزالتها مثل الغابات، وهى تمتص نحو ثُلث الانبعاثات الغازية الكربونية الناتجة من التقدم الصناعى وتوليد الكهرباء والمواصلات العامة كمصدر لنحو 61% من إجمالى الانبعاثات الكربونية وتليها الزراعة بنحو 31%، حتى إن العالم بدأ يعانى من تحمض مياه المحيطات والبحار بسبب الكميات الكبيرة التى امتصتها من ثانى أكسيد الكربون بما تسبب فى ارتفاع حموضة المحيطات وتسلخ جلود الأسماك وموتها وانخفاض إنتاج الصيد المفتوح إلى 30% فقط كما تتسبب فى ضياع الألوان الزاهية للشعاب المرجانية وتحولها إلى اللون الأبيض للطباشير.
القطبان المتجمدان يمتصان أيضا أكثر من ثلث الانبعاثات الغازية الكربونية، وبدأت دول الشمال تعانى من هطول الأمطار الحامضية بسبب غازات الكبريت والكلوريد والكربون والنتروجين التى تتزايد فى سمائها بسبب الانبعاثات الغازية الصناعية، وبالتالى فمن الخطورة أن يتسبب ارتفاع حرارة كوكب الأرض فى ذوبان ثلوج القطبين والذى بدا واضحا فى القطب الشمالى والذى يمكن أن يكون قريبا ممرا مائيا للسفن فى شمال أوروبا بعد ذوبان جزء كبير من ثلوجه.
آخر الرئات هى الأراضى الزراعية والتى تحتفظ بالمادة العضوية وما بها من كربون دون تحلل سواء فى الترب السمراء أو فى أراضى البيتموس.
وضع العالم حدا بالأ تزيد الحرارة حتى عام 2050 عن درجة ونصف فقط ولكننا وصلنا إلى درجتين كمتوسط عالمى وخمس درجات فى مصر وإسبانيا وإيطاليا ودول البحر المتوسط، وما زالت الانبعاثات الغازية فى تزايد سواء من الصين أو الهند أو أمريكا بينما تحاول دول أوروبا واليابان التحول إلى الطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية والمولدة من الشمس والرياح وحرارة جوف الأرض وموجات المد والجذر من البحار والسدود المائية.
لا بد للعالم أن يسيطر على ارتفاع الانبعاثات الغازية من الصين والهند وأمريكا وروسيا وألمانيا وفرنسا وكندا وإيران والسعودية وغيرها من مجموعة العشرين الصناعية، وأن يسددوا ما عليهم من تعويضات للدول الفقيرة المتضررة بدلا من التصارع على هل يسددون بناء على كم الانبعاثات الكلية لكل دولة أو بناء على عدد السكان فى الدولة، وفى النهاية لا يسددون شيئا وتموت الشعوب الفقيرة؟!.
كوكب الأرض فى خطر داهم.