حق الوطن وحق الله
بقلم شريف منصور
العمومية في الدين لا تجيز التحجيم و التمييز بين أبناء الوطن الواحد. إلا حسب الشريعة الإسلامية.
لحظة يا سيد برهامي: قال ياسر برهامي زعيم السلفيين بالإسكندرية في مؤتمر انتخابي بمحافظة الدقهلية إن اليهود والنصارى كفار بحكم القرآن، مشيراً إلي أن لهم حقوق أقرها الله.
لو سألني السيد ياسر برهامي هل أؤمن بالدين الإسلامي فسيكون ردي هو لا أؤمن بالدين الإسلامي . و اذا سالته نفس السؤال هل تؤمن بالدين المسيحي . سيكون رده ملتويا لا بلا ولا بنعم. و السبب هو أن السيد ياسر برهامي و كل من هم علي شاكلته لا يعرفون الدين المسيحي. وهذا في حد ذاته نقطة صعب عليه فهمها. ولو عرف السيد ياسر برهامي العقيدة المسيحية علي اصولها فحتما سيصير مؤمنا بها. السيد ياسر برهامي يؤمن بالله و هذا شيء مسلم به. ولكنه يؤمن بالله من خلال تعاليم تناقض طبيعة الله. فلو كان القرآن علي سبيل المثال لم ينقله وسيط بشري نقلا عن وحي تلقاه شخص أخر لقلت أنني متأكد أن هذا الوحي لم يتلوث تلوث إنساني. بدليل أن التعاليم الإسلامية تناقض تناقض مبين لكل ما جاءت به الكتب السماوية السابقة له.
ولكن ليس هذا هو لب الموضوع الذي أود أن اكتب فيه اليوم. سيسألني أحدكم فأذن لماذا كتبت ما تقدم . سأقول لهذا الشخص كتبته لمجرد أن اظهر لكم مدي اللغو و مدي وسع الموضوع الذي لم يحسمه ولن يحسمه جدل منطقي عقلي. ولو حاولنا حسمه سيكون هذا الحسم تكرار للحروب التي شاهدتها المنطقة العربية و التي انتقلت إلي جميع بقاع الأرض في يومنا هذا علي يد هذه الفئة من أمثال السيد ياسر برهامي . فهؤلاء مصممون علي إقناع العالم بما لا يمكن عقل أن يقتنع به. فوسيلتهم الوحيدة هو استخدام نفس الوسيلة التي استخدمها أجداده، وهي السيف و القتل و العنف. لان العنف وسيلة الضعيف منطقيا الذي لا يملك الحجة ألكافيه علي إقناع الآخرين دون إرهابهم.
و إلي هنا نأتي إلي نهاية هذه المقدمة التي سيجدها المنغلقون أصحاب السيف أنها مستفزة لأنها حواريه وليست نزاليه . لأنهم لا يستطيعون اعتمال العقل في قبول أن ما يقبلونه و يؤمنون به ليس بالضرورة يمثل نفس المنزله لدي الآخرين.
ولكن ما يجب عليهم إن يفهموه أن الاختلاف في الأديان شيء لن ينتهي ولن تصل فيه الشعوب إلي نهاية عامة. بل يستطيع الإنسان أن يصل إليه عن طريق نهاية خاصة بينه وبين ما يؤمن به. و إلي هنا هذا هو الحرية الشخصية و التي لا يمكن أن تنتقص من أي مواطن. مشكلتنا مع السيد ياسر برهامي و فرقته أنهم لا يؤمنون بالحرية الشخصية و يقيدون الحرية العامة و تفرض علي الحرية الشخصية في هيئة تعاليم مستمده من عقيدتهم التي تجد جدلا واسع النطاق بين شعوب العالم الغير مؤمن بها. ولكن فاتهم ان العالم وشعوب العالم يقبلونهم ويقبلون أنهم يدينون بعقيدتهم و يحترمون اختيارهم و حريتهم في ممارستها. وهذا هو مشكلة مصر. وهذا هو الفارق بين تحضر الأخر عن نقص تحضر الإسلاميين.
لقد وضع السيد ياسر برهامي التصنيف بين أبناء الوطن بناء علي عقيدته وهنا هو ومن شابهه يتعدون علي حقوق المواطن المصري. بل عقيدته تتعدي علي مكانة الوطن و تمحي الوطن أمام التعصب و التحزب للعقيدة. وتضع مصر في درجة أقل من درجة الدين. بدليل أن المصري الغير مسلم اقل درجة من المصري الغير مسلم في نظر السيد ياسر برهامي و زمرته . يعني أن مصريتنا لا تعني أي شيء أمام الهوية الإسلامية في مصر وطننا و التي لا يجوز لمواطن ان يحمل هوية غير هوية الدولة التي هو مواطن بها. العقيدة و الدين هما علاقة بين الإنسان و اله هذه العقيدة وليست علاقة الدولة وبين الإله. فالدولة لا اله لها إنما الإله اله أفراد.
ولذلك أنا لا أري أي اختلاف بين السلفيين و الأخوان فكلاهما مصر لا تعني شيء بالنسبة لهما. المصري يأتي في درجة أقل من المسلم، فلو كان هذا المسلم يحمل جنسية أي دولة في العالم فهو حسب نظريات و معتقدات السلفيين و الأخوان في درجة أعلي من المصري الغير مسلم. وهذا في حد ذاته خيانة للوطن و للدولة.
سؤال لكل المصريين. هل ترغبون في غير مصريين لحكم مصر ؟ أظن رد برهامي السلفي و الاخونجي سيقول طالما مسلم لا مانع. فأذن تقاضيهم مبالغ طائلة من غير المصريين من دول الخليج ليس خيانة للوطن لان الوطن درجة أقل من الإسلام. فهل تعلموا الان لماذا مصر ضاعت ؟
بصراحة أن أحترم السلفيين أكثر من الأخوان لأنهم أقل نفاقا و علي الأقل يكذبون في كل شيء ما عدا كرهيتهم لمصر الوطن .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :