هاني لبيب
تتسرب بين الحين والآخر أخبار عن مراجعات فكرية تتم بين شباب الجماعة الإرهابية داخل السجون. وهى جميعها أخبار تخضع للمساحة التى لا يمكن تأكيدها أو نفيها بقدر ما نتتبع ردود الأفعال حولها.
بمناسبة هذه الأخبار، تذكرت وثيقة «فتح مصر»، التى نشرها حمدى رزق فى مجلة «المصور» بتاريخ 2 ديسمبر 2005 بالكامل.. ممهورة بتوقيع خيرت الشاطر، «نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونًا».
الجزء الأهم فى الوثيقة تحت عنوان: «المرحلة الأولى فى فتح مصر»، حيث ينص على عدد من الأفكار والخطوات المحددة، التى نجد لها الآن صدى، ومنها: «إقامة قنوات اتصال بالحزب الحاكم وبشخصيات نافذة فى العمل السياسى.. لإتاحة أكبر هامش من الحرية لحركة الإخوان فى الشارع»، و«استخدام طريقة المُسكِّنات والمهدئات مع النظام الحاكم وباقى المؤسسات والأحزاب المدنية»، و«شغل الرأى العام بالإخوان واستخدام النقد الإعلامى الذى يتم توجيهه إلى الجماعة لخلق حالة من التعاطف حول الجماعة»، و«الاستفادة من حالة الامتداد الإعلامى والميديا العالمية فى خلق مساحة من الحرية لحركة الإخوان فى المجتمع»، و«تجريح المخالفين واتهامهم بالرشوة والعمالة لتحييد معظم المختلفين وإسكات البعض الآخر»، و«استخدام النقابات المهنية والمنظمات المدنية فى خلق هامش كبير للحركة»، و«ديمومة الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان الدولية».
وتتسق أفكار الوثيقة مع ما نلحظه الآن من كتابات ترويجية لبعض المثقفين والإعلاميين عن المصالحة المزعومة مع الجماعة المحظورة، والدفع الذى يتم بتوجيه شباب الجماعة المحظورة داخل السجون للحديث عن المراجعات الفكرية لإعادة استدعاء ما فعلته مرجعياتهم قبل ذلك فى تسعينيات القرن الماضى. وقد تم استثمار ذلك من خلال محاولات مستمرة لرسم صورة التقوى والورع والخشوع للجماعة وأعضائها أمام الرأى العام، بالإضافة إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعى لتأكيد خطاب المغلوبين على أمرهم. وفى الوقت نفسه، يتم بث خطاب التشكيك فى كل ما يخص الدولة سواء الإنجازات أو التصريحات أو القرارات لتشويهها، واستثمار الأزمات والمشكلات بتضخيمها وتهويلها لبث مناخ سلبى مُحْبِط للرأى العام، وهم بارعون فى استغلال العديد من المنظمات والمؤسسات الخارجية للدفاع عنهم، وتوظيف منصات افتراضية لتحقيق ذلك فى الفضاء الإلكترونى.
وأُذكِّر بما تقوم به الآن الجماعة المحظورة من اللجوء إلى تدويل قضيتها لفك القيود المفروضة عليها، ومحاولة الضغط السياسى والإعلامى الدولى على مصر، وتطفو على السطح بعض مشاهد «الغزَل الرفيع» بين الجماعة وبعض الدول الغربية، وهو موقف يتأرجح بين «المخفى» و«المعلن» فى المشروع السياسى للجماعة.
تُرى، هل مازالت وثيقة «فتح مصر» الإخوانية قيد التفعيل والتنفيذ؟
نقطة ومن أول السطر..
تأكيد: جدل المراجعات الفكرية لجماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها وحلفائها ومواليها هو مجرد دعوة مشبوهة فى شكل خدعة إعلامية، لا فرصة لها فى أى استجابة وطنية.
نقلا عن المصرى اليوم