لم تتخيل ربة المنزل التى تتعامل مع الجميع بفطرتها، أن تأتيها طعنات الغدر من جيرانها التى طالما ساعدتهم ولم تبخل عليهم بأى مساعدة، حتى أنها وافقت على طلبهم برفع برميل ماء مخصص للمواشى، دون أن تدرك أن خطة إنهاء حياتها تم تدبيرها وراء هذه الحيلة.
سارعت دون خوف أو تردد لمساعدة الشاب الذى اعتبرته مثل ابنها، فبادرت بدخول حوش المواشى المجاور لمنزلها، لكن يد الغدر لم تمهلها لحظة، حيث انقض عليها الشريك الثانى فى الجريمة بحبل حول رقبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بعد مقاومة عنيفة مع المتهمين.
الجريمة لم تنته بقتل ربة المنزل التى كانت رمزًا للعطاء فى منطقتها، لكن امتدت إلى طفل جيرانها الصغير الذى لم يتجاوز السنوات العشر، والذى كان متعلقًا بها بشدة لحسن تعاملها معه وتربيته منذ أن كان طفلًا رضيعًا، فدخل للسؤال عن المجنى عليها، لكنه لم يسلم من نفس الحبل الذى أنهى حياة ربة المنزل، فوضعه المتهمون بدم بارد حول رقبته لإخفاء معالم الجريمة إلى الأبد.
بعدما ظن المتهمان فى جريمة القتل، انتهت وأغلق محضرها وسافر المتهم الأول إلى البحر الأحمر، وظل الثانى فى الـقرية، بدأت تظهر خبايا الجريمة الغادرة بعد 90 يومًا من البحث والتحرى من قبل الأهالى، و تكشفت تفاصيلها بعد 3 أيام من العثور على الجثث التى كان للأهالى الدور الأول فى العثور عليها.
المتهم الأول صاحب حوش المواشى، فى تحقيقاته أمام النيابة، أقر بجريمته طمعًا فى الحصول على مصوغاتها الذهبية التى كانت ترتديها بشكل دائم، قائلًا: ظننت أن خطتى التى أعددتها أنا وصديقى سوف تخفى معالم الجريمة للأبد، لكن بعد فترة تكشفت الأمور وتم انتشال الجثتين وتم ضبطى من قبل أجهزة الأمن رغم تنقلى بين عدد من المحافظات.
وتابع المتهم الأول خلال التحقيقات، كانت على ديون فلم أجد حلا أفضل من مصوغات القتيلة فخططت مع صديقى واتفقنا على أن أناديها لرفع برميل ماء معى أثناء حضورها فى مواعيدها المعتادة لرى المواشى، وبالفعل ادعيت بأننى أحتاج لمساعدتها فى رفع برميل ماء ولم تتردد وفور دخولها الحوش وضع شريكى فى الجريمة الحبل حول رقبتها حتى فارقت الحياة بعد مقاومة عنيفة وبعد دقائق حضر طفل جيرانها الذى تعود مصاحبتها فى أى مكان و خشينا من افتضاح أمرنا فقررنا أن نقتله شنقًا معها، بعدها قمنا بدفنهم سويًا ووضع كمية من الجبس وفوقها خرسانة حتى تختفى معالم الجريمة.
وكان اللواء مجدى القاضى- مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارًا بالعثور على جثة ثناء جابر محمد حسن 51 عاما وشهرتها "نجاح" و الطفل عمر جبريل محمد أحمد همام"10 أعوام" مخنوقين بحبال ومدفونين تحت"صبة خرسانية" فى حوش مجاور لمنازل المجنى عليها، والمُبلغ باختفائهما منذ 3 أشهر، وتبين من تحريات المباحث أن كلا من: أحمد.ع.ص،28 سنة عامل مالك حوش المواشي والطواب.ع.ا 26 سنة سائق، بغرض سرقة مصوغاتها الذهبية.
تفاصيل الجريمة
ثلاثة أشهر من البحث والتحرى من قبل الأهالى وأجهزة الأمن، عن ربة منزل يشهد لها الجميع بالأخلاق الفاضلة ومعها طفل جيرانها الذى تربى على يديها لعدم إنجابها أطفالًا"حتى كادت القضية أن تحفظ وتقيد ضد مجهول، بعدما فشلت كافة الجهود فى الوصول إلى خيط قوى يكشف ملابسات الجريمة التى حدثت يوم 27 من شهر رمضان الماضى.
إصرار أهل السيدة والطفل على البحث وعدم الاستسلام كان دافعًا للحصول على خيوط تقربهم من موقع الجريمة، لكن لم يطرأ على بال أحدهم أن جثتي المجنى عليهما تقبع فى منطقة مجاورة لمنزل الضحيتين، وأن مادة" الجبس" التى تم وضعها فوقهما سوف تمنع ظهور أى رائحة للجثتين التى وجدتا فيما بعد مخنوقتين بحبل أسفل"صبة خرسانية".
الكلمات التى ترددت على لسان بعض الأهالى بأن الحوش المجاور لمنزل الضحيتين، سمع بجواره صراخ بالتزامن مع فترة اختفاء ربة منزل والطفل، وتم وقتها القبض على عدد من الأشخاص المشتبه فيهم لكن لم تسفر التحقيقات معهم عن أى نتائج ملموسة تكشف عن غموض الجريمة، وكان هذا الخيط بمثابة أمل للأهالى دفعهم للبحث وقتها، دون العثور على شيء، لكن الكلام عن وجود المجنى عليها فى المنطقة المحيطة لم يتوقف، وهو ما دفع الأهالى إلى التكاتف والتنسيق فيما بينهم لإجراء ما يشبه عملية مسح كامل للمنطقة.
عملية المسح للمنطقة خاصة "الأحواش" المهجورة استلزم التنسيق مع أهالى المنطقة وأجهزة الأمن التى كانت على علم بما يدور من عمليات بحث جديدة، فبدأ الأهالى باستخدام لوادر فى عملية البحث، وبمجرد الوصول إلى الحوش المشتبه فيه سابقًا، تم تكثيف عملية البحث من قبل الأهالى وتحطيم كل شىء بداخله، وكادت الأمر ينتهى، لكن حكمة أحد الأشخاص بتحطيم صبة خرسانية كانت وراء كشف اللغز الذى استمر غامضًا لثلاثة أشهر.
بعد تحطيم واجهة"الصبة الخرسانية" التى تبين أنها حديثة وجد تحتها كميات من مادة الجبس وبتكسيرها ظهرت" يد المجنى عليها" فكبر الحاضرون" الله أكبر" وتوقفت عمليات البحث، لحين حضور أجهزة الأمن، التى حضرت بكثافة لموقع الجريمة وفرضت كردونا أمنيا حول الحوش، وتم إخلاء المكان إلا من ذوى الطفل والسيدة" المجنى عليهما".
بدأت عمليات انتشال الجثتين بإشراف أجهزة الأمن، حيث وجدت القتيلة والطفل بملابسهما ويحيط حول رقبة كل منهما خيط، تم شنقهما به قبل دفن جثمانيهما، مع اختفاء المصوغات الذهبية التى كانت ترتديها المجنى عليها، بعدها تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى عبر سيارات الإسعاف، وسط صرخات وعويل أهالى الضحيتين.
من جانبها ألقت أجهزة الأمن القبض على عدد من الأشخاص يشتبه فى تورطهم فى ارتكاب الجريمة، مع تكثيف التحريات لكشف ملابسات الواقعة التى تجددت التحقيقات فيها بعد ثلاثة أشهر.
وكان اللواء مجدى القاضى- مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارًا بالعثور على جثة ثناء جابر محمد حسن 51 عاما وشهرتها "نجاح" و الطفل عمر جبريل محمد أحمد همام"10 أعوام" مخنوقين بحبال ومدفونين تحت"صبة خرسانية" فى حوش مجاور لمنزل المجنى عليهما، وأنه مبلغ باختفائهما منذ 3 أشهر.