في سبتمبر 1970، وقعت صدامات بين الجيش الأردنى وقوات منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في الأردن، وتم طرد أفراد منظمة التحرير من الأردن إلى لبنان، وكان رئيس الوزراء الأردنى ووزير الدفاع آنذاك هو وصفي التل.
وتشكلت رداً على ذلك منظمة أيلول الأسود للرد على ما تعرض له الفلسطينيون على يد الأردنيين والإسرائيليين، وانعقدت قيادة المقاومة الفلسطينية في سبتمبر 1971، واتخذت مجموعة قرارات منها تعزيز المقاومة في لبنان وشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من الجنوب وتشكلت قيادة المنظمة من بعض الكوادر الذين تلقوا دوراتهم الأمنية الأولى في مصر في منتصف 1968، وكان منهم «أبومحمد العمرى وأبوحسن سلامة وأبوداود»، ولم يكن المسؤول عن تنظيم عمليات منظمة أيلول الأسود معروفاً، ولكن أشيع أن صلاح خلف «أبوإياد» هو رئيسها غير أنه نفي ذلك.
حددت المنظمة مجموعة من العمليات، وكان منها اغتيال وصفي التل في القاهرة في 28 نوفمبر 1971، حيث رأت فيه المنظمة المسؤول الأول عن مذبحة أيلول الأسود ومن العمليات الأخرى للمنظمة محاولة اغتيال زيد الرفاعى في لندن في 12 ديسمبر 1971 واغتيال موشيه حنان يشى «باروخ كوهين» في 28 يناير 1973 وعملية الدار البيضاء في المغرب في 20 أكتوبر 1974 أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية، وعملية ميونخ الشهيرة في ألمانيا، حيث علمت المنظمة بمشاركة وفد إسرائيلى في هذا الأولمبياد فخططت لضربها وقاد المجموعة التي قامت بالعملية «محمد داوود عودة» المعروف بـ«أبوداوود» والتى لفت انتباه الفلسطينيين وجود احتفال للوفد الأمريكى في مبنى العلاقات والإعلام.
وحين وصل أفراد من البعثة الأمريكية ثملين وبدأوا تسلق السياج اختلط بهم الفدائيون وساعدوا بعضهم بعضاً على تسلق السياج واقتحم الفدائيون مقر البعثة الإسرائيلية وكان الرياضيون نياماً في مثل هذا اليوم 5 سبتمبر سنة 1972، وتم احتجاز 11 فرداً من الفريق الأوليمبى الإسرائيلى كرهائن وفشلت عملية الإنقاذ وقام الفدائيون بقتل 11 رياضياً إسرائيلياً وضابط شرطة ألمانى وطيار مروحية ألمانى واستشهد 5 فدائيين من الثمانية.
وأطلقت ألمانيا سراح الفلسطينيين الثلاثة الناجين في 29 أكتوبر سنة 1972 إثر عملية خطف لطائرة تعود لشركة لوفتهانزا الألمانية كانت متوجهة من بيروت إلى ألمانيا الاتحادية.