إسلاميون: الحوار مع تل أبيب مستحيل وتعديل اتفاقية السلام وارد
أكد السلفيون والإخوان في مصر أن الحوار مع إسرائيل يعتبر أمرا مستحيلا، وأن مسألة حوار من هذا النوع من اختصاص الحكومة فقط، وأكد قادة إسلاميون لـ"إيلاف" أن تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل أمر وارد.
يسود جدل كبير الشارع المصري حول ما أثير مؤخرا بشأن وجود اتصالات سياسية بين إسرائيل, والتيارات الإسلامية في مصر, وتحديدا ما بين السلفيين وتل أبيب, وذلك وفقا للتصريحات التى نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية لقيادات حزب النور والتي رحبوا فيها بفتح حوار مع تل أبيب، وما زاد الأمر غموضا صدور تصريحات متناقضة من جانب قيادات حزب النور بعضها ينفي وآخر يؤكد تلك التصريحات.
ويقول الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور لـ"إيلاف" أن حزبه يرفض الحوار, والتواصل مع تل أبيب على المستوى الرسمي أو غير الرسمي؛ ولذلك فلن يكون هناك أي لقاء منتظر مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة, كما لن يتم استقبال أي مسؤول إسرائيلي بمقر حزب النور .
وأوضح عبد الغفور أن الحزب يؤمن بأن العلاقات مع الجانب الإسرائيلي لابد أن يقتصر على المستوى الرسمي الحكومي فقط على أن تتجنب الأحزاب فتح أي حوار أو اتصال مع تل أبيب, حتى مجرد التواجد بالصدفة في المناسبات, والأماكن العامة ؛ لئلا تضع نفسها في أمور الشك والريبة .
مشيرا إلى أن حزب النور أعلن من قبل احترامه للمعاهدات الدولية, ومنها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل, ولكن هذا لا يمنع إمكانية تعديلها طالما كان هناك ضرورة لذلك, حيث أن الطرف الإسرائيلي لم يلتزم بها، وكان دائما يخترقها , وقرار تعديلها يتوقف على موافقة البرلمان والشعب وفقا لمتطلبات الأمن القومي للبلاد, وليس قرار التعديل مبني على قرار فردي يتبناه فصيل سياسي .
ونفى الدكتور عماد عبد الغفور إعلان الحزب استعداده للحوار مع إسرائيل, وقال:" ما قيل على لسان قيادات الحزب في تصريحات نسبت لهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية فأن أي حوار لابد أن يقتصر على المستوى الحكومي الرسمي, وليس الحزبي, ولكن تم تحريف التصريحات".
مؤكدا في الوقت نفسه على استعداد حزب النور للحوار مع الإدارة الأميركية, وجميع سفراء الدول, مشيرا إلى أن ذلك يأتى في إطار الدور السياسي لأى حزب سياسي, والقانون يسمح بذلك طالما كانت اللقاءات شرعية, وتتم في النور, وتعلن نتائجها بعيدا عن تلقي أموال ودعم من هذه الدول من أجل تنفيذ مخطط ما يضر بأمن البلاد .
كما نفى صبحي صالح القيادي البارز بحزب الحرية والعدالة لـ"إيلاف" وجود أي اتصالات بين حزب الحرية والعدالة وإسرائيل, حيث لم تتم من قبل أي محاولة للاتصال من جانب الطرف الإسرائيلي, وقال:"نحن لدينا قرار حاسم بالحزب برفض أي نوع من الحوار, والاتصال مع الإسرائيليين ما دام هناك إصرار من إسرائيل باحتلال الأراضي الفلسطينية, واستمرار العدو الصهيوني بالهيمنة على القضية والشعب الفلسطيني".
مؤكدا أن "شروط الحوار مع الإدارة الأميركية هي انسحاب الاحتلال الإسرائيلي إلى حدود( 67 ) وإلى حين تحقيق ذلك فلن يكون هناك أي نوع من الاتصال مع تل أبيب".
معتبرا أن "تصريحات المسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو بوجود اتصال مع الإخوان هدفها تشويه صورتنا أمام الرأي العام المصري, وهذا التشويه قد يكون له تأثير على انتخاب الإخوان في الجولة الثالثة, ولكن نحن نرد عليهم بأن مخططكم لن يتم, والشعب على ثقة كبيرة بالإخوان, ويعرف جيدا اتجاهنا نحوهم,ويكفي حالة الرعب التي تنتاب إسرائيل من وجود الإخوان والإسلاميين على المشهد السياسي لمصر".
وتابع صالح:" رغم أننا أكدنا أكثر من مرة احترام اتفاقية السلام, ولكن ليس معنى ذلك أنها "قرآن" لن تغير فالرأي هنا للشعب إذا كان هناك ضرورة وإجماع على تغيرها"
كما أكد المهندس عاصم ماجد المتحدث الرسمي للجماعات الإسلامية ل"إيلاف"أن الجماعة لديها قناعة تامة برفض الحوار والاتصال مع إسرائيل مهما كانت الظروف, وهذا القرار قبل الثورة, وزاد بعد الثورة إصرارا برفض الحوار, حيث أن الجماعة لديها اعتراضات على السياسية التي تقوم بها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني, داعيا إلى وقف الانتهاكات اليومية ضد قطاع غزة .
وقال: "إننا نطمئن الرأي العام المصري على موقف الجماعة الإسلامية برفض أي لقاء مع العدو الصهيوني سواء كان مباشرا أو في الخفاء".
مؤكدا على وجود تحفظ من جانب الجماعة الإسلامية بشأن اتفاقية السلام بين تل أبيب, والقاهرة ؛ بسبب تكرار إسرائيل لانتهاك الاتفاقية, وهناك ضرورة لبحث الاتفاقية؛ لما تصب في صالح مصر، وأضاف:" لكن نحن نؤكد على شيء هام بأن الجماعات الإسلامية تحترم الاتفاقيات السابقة التي وقعتها مصر من قبل".
ويرى الدكتور بهي الدين محمود أستاذ العلوم السياسية, والخبير في الشأن الإسرائيلي لـ"إيلاف"أن تل أبيب من مصلحتها فتح حوار مع التيار الإسلامي على اعتبار أن هذا التيار بات يمثل القوى السياسية التي تتحكم في الشأن السياسي لمصر, بعدما تأكد لدى الحكومة الإسرائيلية أن الواقع يحتم عليهم الحوار مع الإسلاميين في مصر، وهو الشيء الذي يسبب لإسرائيل مخاوف كبيرة, وكان سببا بالتحفظ على اندلاع ثورة 25 يناير .
مشيراإلى أن الإخوان والسلفيين حريصون في الوقت الراهن على عدم تشويه صورتهم أمام الرأي العام بفتح حوار من أي نوع مع الإسرائيليين أو حتى السماح بنشر شائعات حول هذا الأمر, حيث أن ذلك سيسبب لهم مشاكل كثيرة داخليا قد تكون فرصة لليبراليين لاستغلالها في إطار الحملة ضد صعود التيار الإسلامي.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :