الأقباط متحدون | اعتذار واجب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٤ | الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠١١ | ١٥ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اعتذار واجب

الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: مينا ملاك عازر

اسمحوا لي أعزائي القراء أن أتقدَّم بخالص الاعتذار لأبي رحمه الله وأمي أبقاها الله، على ما تكبدوه من خسائر في منزلنا جراء لعبي الكرة بداخل البيت، وتحطيمي الكثير من الفازات وإسقاط الكرستالات من النجف. فقد عرفت الآن كم كانوا راحمين بي، ولم يفعلوا بي ما فعله أولئك المجرمين القتلى المتشحين بالزي العسكري الذي هو منهم براء، فلازال وجهي غير مشوَّه ولم أُقتل.. صدقوني أنا أشعر أنني مدين بالاعتذار لجيراننا، بل أشعر بأن كل مصري- من أول الرئيس الحالي "مبارك" مرورًا برئيس وزرائه "الجنزوري" ووزير دفاعه والمدافع عن حكمه المشير "طنطاوي"- مدينين كلهم بالاعتذار لجيرانهم الذين أكيد آلموهم بإدخال كورهم الطائشة والآلشة داخل حرم بيوتهم أو إزعاجهم ليلًا وهم نيام.

 

عزيزي القارئ، طبعًا لا داعي أن أنبهك إلى أن ما سبق من كلمات ليس جزءًا من مقال سابق قديم سابق النشر؛ لأن واقعة "الكور" لم تحدث إلا في عهد الرئيس "مبارك".. أقصد امتداد عهده المسمَّى بعهد "المجلس العسكري" أو الفترة الانتقالية.. لكنه في الحقيقة هو عهد "مبارك"، فلم يتغير شيء. ببساطة الدموية واحدة، والتعذيب كما هو، والتزوير على حاله، بل أبجح وأقبح، ودون احترافية. كان في السابق في صالح الحزب الوطني المنحل، الآن أصبح في صالح جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وجناحها السياسي المغرور. والاعتقالات كما هي، المحاكمات العسكرية لازالت أحكامها جارية، وقانون الطوارئ لازال حي يُرزق، فقط كل ما فعلته الثورة المجيدة المغتالة في أحلامها هو تغيير رجال "مبارك" المدنيين برجاله العسكريين، والإبقاء على سياسة المخلوع، والحفاظ على "مبارك" يحكم "مصر" من المركز الطبي العالمي الذي قد يكون سيحكمها منه لو استمر في الحكم علنًا، إذا ما أُصيب بوعكة صحية كتلك التي يُقال أنها ألمت به بعد الثورة، قل بعد التحقيق معه وإصدار قرار بحبسه.

 

عزيزي القارئ، نعود لمسألة الكرة التي طاشت ودخلت مبنى مجلس الشعب، ذلك المبنى الذي طالما خرجت منه مصائب وكوارث ألمَّت بنا، ولكن فور أن دخلته كرة التهب القائمون على تأمينه وضجوا وهاجوا وماجوا وكأنهم سُبوا أو لُعنوا، مع أن دخول الكرة مرمى أعتى حراس المرمى في العالم لا تثيرهم هكذا، لكن رجال الأمن القائمين على حراسة المجلس ثاروا وأبوا أن يُحرز في حديقة مجلسهم هدف، فاحتجزوا أحد المشاركين في المباراة، وهاتك يا ضرب حتى شوهوه، شوهههم الله، وانتقم له منهم، ومِن مَنْ يقف ورائهم.

 

كل ما يجري الآن بسبب تسديدة طائشة أدخلت كرة المجلس، ولكن لم يتحرك أحد بسبب انتخابات مزوَّرة ستُدخل الإخوان المجلس! والمثير في الأمر أن المجلس العسكري لكي يضمن بقاءه ويؤمِّن نفسه، أصدر بيانًا يقول فيه إن ما قام به المعتصمون من صد هجمات المتوحشين عليهم من رجال اللواء "بادين" تم لتأجيل الانتخابات، وكأن الانتخابات لم تدخل في مرحلتها الأولى. ويقولون هذا كله ليضمنوا بقاء الإخوان في جانبهم، وكأن "مصر" كلها اُختزلت في الإخوان وحشودهم، والسلفيين وإرهابييهم. ولذا، فعلى المجلس أن يلوح بالانتخابات للإخوان، ويلمح لهم بخطورة الموقف لكي يهبوا لنجدته، مع أن المجلس راعي الرياضيين والرياضة في "مصر" هو منْ استأنف الدوري الموسم الماضي، ومن يؤمِّن الماتشات الموسم الحالي، ومنْ أطلق كأس "مصر"، لكنه يرفض دخول كرة لحديقة مجلس الإخوان!!.

 

نعم، هو مجلس للإخوان وليس للشعب، فبعد كل ما رُصِد من تزوير لإرادة الأمة، وخرق لقانون الدعاية الانتخابية، واستغلال للدين، وجهل البعض وفقر البعض الآخر، تريدون أن تعتبروه مجلسًا للشعب؟!.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :