عبد المنعم بدوى
أعجبتنى حكايه قصها علينا أحد الأصدقاء ... انه كان جالسا مع عائلته فى منزله ، ثم فجأه سمع ضجه شديده وصراخا وعويلا فى الشقه المجاوره ، فأسرع ودق باب جاره لتفتح له أبنته ، ويجد الرجل صاحب الشقه وهو ضخم الجثه فارع الطول ، ينهال بقطعه من حديد على جهاز التليفزيون فى بيته يحطمه ويقوم بخطف الموبايلات وأجهزه اللاب توب من زوجته وابنائه وبناته ليحطمها ويفتتها قطع صغيره ، دون مراعاه لأستعطافاتهم ورجواتهم وهم يصيحون : والنبى يابابا بلاش تكسرهم بلاش ... فيرد عليهم بصوت عالى قائلا : أنا مش بابا ... هذه الأجهزه هى بابا ( قاصدا التليفزيون واللاب توب والموبايلات ) .
منذ فجر البشريه والأب هو أول مدرسه يدخلها الطفل ليتعلم منه القيم والسلوك والأخلاق وربما الحرفه والثقافه والمعرفه والأدراك .
لكن الكارثه الكبرى جاءت مع عصر التليفزيون ومن بعده عصر الكومبيوتر والموبايلات ... جاءت هذه الأجهزه لتحتل صميم المركز فى قلب الأسره ، مركز دائم الوجود ، عميق الأثر ... جاءت هذه الأجهزه ساحقه ماحقه لدور الأب والأم الحقيقيين ، وأصبحت هى محور حياة أبنائنا وبناتنا .
أعان الله الأسر المصريه على مستقبل أبنائها المجهول ....