ايمن غالى
هل لو الشارع المصري بمختلف طوايفه ومعتقداته من مسلمين ومسيحيين وشوية اليهود إللي باقيين والبهائيين واللادينيين والملحدين وباقي أصحاب المعتقدات إللي عايشين في مصر للعمل أو جايين للسياحة من باقي الـ 4000 ديانة حول العالم؛ سمعوا لنصايح السلفيين - مش حا أقول تهديدات وحا أفترض حُسن النيّة - ولبسوا النقاب؛ هل التحرش بالمنتقبات الجدد من غير المسلمات والسلفيات وحريم السلفيين؛ حا يتوقف ؟
علشان ما تدخلوش في حيرة؛ أنا حا أجاوب عنكم من تاريخ 200 سنة فاتوا ..
في بداية القرن التسعتاشر كان فيه مستشرق إنجليزي إسمه السير إدوارد وليم لين؛ عاش في نهاية عشرينيات القرن التسعتاشر وإتعلم عربي وإدَّعي أحياناً إعتناقه للإسلام علشان يقدر يدخل في دهاليز ودخانيق كل المصريين بمختلف معتقداتهم وأديانهم وتوجهاتهم؛ لجمع مادة كتابه، وكتب كتاب تم طبعه بلندن في 1835م بعنوان " المصريون المحدثون شمائلهم وعاداتهم " ..
الراجل كان تحفة في عرض مشاهداته وإقتناص معلوماته وكتب بالتفصيل في فصل كامل عن ملابس وأزياء المصريين بطوائفهم المختلفة؛ إللي ما تهمناش في موضوعنا دلوقتي ..
الراجل إتكلم عن ملابس المرأة المصرية (المسلمة والمسيحية وممكن نضم للمسيحية المرأة اليهودية)، هو ده إللي يهمنا من كتابات لين في موضوعنا ..
كانوا بيلبسوا إيه ؟
كان بيلبسوا زَي بعض بالظبط من ملابس خارجية، ونقاب واحد للكل؛ نفس التصميم؛ مع إختلاف اللون .. أيون؛ مع إختلاف اللون ..
المسلمة تلبس نقاب أبيض وغير المسلمة تلبس نقاب إسود ..
طيب؛ وده فيه حاجة أو ممكن يثير أفكار معينة في دماغ واحد زي حالاتي ؟
علشان أجاوب؛ نتابع الملاحظة المهمة لإدوارد لين ..
لين؛ لاحظ إن بعض المسيحيات بيلبسوا خلسة النقاب الأبيض؛ تشبهاً بالمسلمات ..
لين؛ ما قالش السبب إيه ولا كتبش وجهة نظره في الموضوع وساب لنا الفرصة نقول وجهة نظرنا في حاجة زي دي ..
برضه حا أجاوب علي التساؤل ده، وحا أوفر عليكم عناء التفكير ..
حتي المنتقبة غير المسلمة كانت بتتعرض للتمييز الطائفي، وممكن للتحرش والمضايقات؛ علشان كده كانوا بيلبسوا خلسة لون نقاب المسلمات اثراً للسلامة ..
نرجع للسؤال الأولاني خالص؛ وهل لو كل الشارع المصري بمختلف طوايفه بزواره الأجانب؛ رضخوا لتهديدات السلفيين، ولبسوا النقاب؛ هل التحرشات بالمنتقبات الجدد حا يتوقف ؟
تعرفوا إيه إللي حا يحصل وقتها ؟
وقتها حا يطالب السلفيين بفرض ألوان مختلفة لكل طايفة .. ليه بقي ؟
الباقي أكيد إنتم عارفينه وفاهمينه أكتر مِنّي ..