كتب – روماني صبري
جريئة كوالدتها الدكتورة والمفكرة نوال السعدواي .. أنثى لا تعرف الخوف حتى وان اتخذت حياتها أبعادا مخيفة بسبب المتشددين ورجال الدين الذين طالما الصقوا تهم التكفير والتجديف على كل إنسان اختلف معهم ومع فتاويهم .. تعد واحدة من أهم النساء اللاتي أصبن نجاحا عظيما في مجال حقوق المرأة في مصر .. ويراها بعض الحقوقين بأنها ستحمل مشعل التنوير والدفاع عن المرأة خلفا لوالدتها ..أنها الدكتورة منى حلمي .
من اليوم سأحمل اسم أمي
كان هذا عنوان لمقال كتبته حلمي بإحدى المجلات المصرية ، ما جعل المتطرفين والمتشددين يشنون ضدها حملة شرسة ، متهمين إياها بالتجديف على الدين والخروج على الشريعة الإسلامية .
وفي حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط"، قالت حلمي أنها دائما ما تندهش من هؤلاء الذين يتحدثون عن قيمة المرأة ودور الأم في المجتمع ، ما يجعل تكريمها واجب قومي ، ثم بعد ذلك يضربون بكل ما جاءوا على ذكره بعرض الحائط ويستنكرون أن يحمل الأبناء اسم الأم .
واستطردت :" قررت احمل اسم أمي لأنها تستحق وأنا بعتز بيها جدا ، ومن المعروف أن يوم القيامة سينادى علينا باسم أمهاتنا !، ليه بقى مفيش في المجتمع اتساق بين الدنيا والآخرة ؟ّ! .. ولو تم عمل استطلاع رأي حول هذا الأمر للأمهات لأعلن رغبتهن على أن يحمل أطفالهن أسماءهن لأنه شرف وتخليدا لهن .
ابنة زوجها الأول
وأنجبت السعداوي منى من زوجها الأول ، الذي كان زميل لها في كلية الطب ، والتي وصفته السعداوي بأنه كان رجلا رائعا ، ولم يرد والداها منها أن تتزوجه لأنه غادر إلى السويس لمحاربة البريطانيين، موضحة : انه بعد ذلك تم خيانة المقاتلين، والكثير منهم تم حبسه، ما جعل هذه الأزمة تكسره حتى بات مدمنا، وأخبرت أنني لو تزوجته، قد يوقف إدمانه، لكنه لم يفعل، حاول قتلي، لذا تركته " .
وعكة والدتها الصحية
وكانت أصدرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، قرارا عاجلا بتلقي الدكتورة نوال السعداوي ، العلاج على نفقة الدولة، وعلى اثر القرار تم نقلها إلى معهد ناصر، وذلك بعدما تعرضت لكسر في عظمة الفخذ الأيسر، وبالفعل خضعت السعداوي لجراحة رد مفتوح وتثبيت داخلي للكسر بمسمار الفخذ الديناميكي.
حقيقة موت والدتها
ولان الشائعات تنتشر داخل مجتمعنا كما ينتشر المرض داخل الجسد الهزيل ، تداول مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي خبر وفاة السعداوي ، لكن سرعان ما نشرت حلمي ما يؤكد أن والدتها لازالت على قيد الحياة .
فكتبت عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"،قائلة :" أمي بخير وصحة وتمارس حياتها الطبيعية وكتاباتها، وكل ما يثار من إشاعات حول حالتها الصحية، ورحيلها كذب وإشاعات مغرضة حاقدة مغلولة من ناس فاضية لا يستحقون إلا الشفقة والرثاء، وأنا متعودة على سماع الإشاعات هذه وغيرها كل سنة عن أمي."
واستطردت:"أنه بند ثابت من الأجندة الخبيثة الممولة من الداخل والخارج للبلبلة والهاء الشعب والتطاول على من عاش للتنوير والفكر الحر وفضح التجارة الرابحة بالدين وسم الله وسُنة الرسل والأنبياء أقول أيه، ربنا يهديهم إلى سواء السبيل وسواء الأخلاق وسواء السلام."
وأضافت:" هم أقوياء بفلوسهم وكتائبهم الإلكترونية الفارغة من كل أنواع البطولات الحقيقية المشرفة، ولكن الله أقوى منهم وهو يعطيهم الفرصة إلى المزيد من شرورهم ثم ينقض عليهم انقضاض عزيز مقتدر."
واختتمت:"ادعوا معي لهم بالهداية والتوبة عن أقصر طريق إلى جهنم ونفور الناس عنهم."