بقلم المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي سورية
لم يكن المطران هيلاريون كبوجي يبحث عن الأضواء والشهرة عندما دافع عن الشعب الفلسطيني خلال وجوده الديني في القدس.
لم يكن يبحث عن عن مصفقين له، ولا مهللين، ولا دروع تكريمية، يتلقاها من بعض المتسلقين.
كان يمارس ما مارسه السيد المسيح منذ ألفي عام عندما حمل السوط وطرد الباعة من هيكل الرب
حمل المطران كبوجي صليبه وسار على درب الآلام درب الدفاع عن الإنسان الفلسطيني المُضطهد، ومن خلاله الدفاع عن المظلومين في العالم.
حتى الآن - وأنا أكتب - يخترق عقلي صوته الهادر، يخترقني بجبروته بطيبته بحنيته بعظمته ببساطة الإنسان فيه، ولن أنسَ صوتك الذي يأتيني من روما عند السادسة صباحاً.
هذا المطران الذي حمل حلب وسورية معه ومزجهما بقدس فلسطين، كان يتذّكر - بكل بساطة - زعتر حلب، وصابون الغار، وخبز حلب، وجبنتها.
في مرة - لن أنساها - اتصل بي كعادته صباحاً، وسمعت صوته وهو يغلي ويحتج على جريدة سورية أوردت نبأً تقول فيه أنه أوروبي، وكان يقول بصوته الهادر "معقول أنا أوروبي؟" ثم أردف "أنا حلبي وقل لهم ليصححوا الخبر".
كنت أتخيله أمامي عندما وقف في محكمة العدو الاسرائيلي، وبنفس الصوت الهادر.
إن صوته ووقفته الشامخة في المحكمة يدافع عن فلسطين والفلسطينيين، لم تنسيه حلب ولا سورية.
الآن أخبرني الصديق المخرج باسل الخطيب أن المسلسل التلفزيوني حول المطران كبوجي "حارس القدس" سوف يبدأ العمل به بعد مخاض عسير وتسير جدا.
وعندما كنت في إحدى المقابلات التلفزيونية قلت: "لا أعرف من هو الذي لا يريد للسوريين أن يعرفوا رموزهم، إن المطران كبوجي ليس رمزاً مسيحياً، إنه رمز وطني"
سيدنا كبوجي ..
سأحمل صوتك وكلماتك المحفورة بذاكرتي.
وأفتخر أنك كنت تخاطبني في رسائلك "ولدي الحبيب".
أفتخر أن أكون إبناً روحياً لك يا "حارس القدس".
اللهم اشهد إني بلغت