حمدي رزق
لا أحمل له ضغينة، ولا أترجى منه قيمة، وأخشى عليه من الانتحار فنياً، ولكن خشيتى أشد على جيل ينظر إليه بإعجاب يصل إلى حد الوله، ويقلده حتى فى التعرى، قميص رمضان الشفاف موضة الصيف المقبل، وشورته الفسفورى سيضوى ليلاً على الشواطئ اللاذوردية.
الشاب محمد رمضان يسيد كل ما هو نشاز، يجسد كل ما هو قبيح، يروج لكل ما هو غريب وعجيب، يجذر العنف، ويرسم طريق الخروج على القانون، ويعلى من قيم الفرعنة، على طريقة «اسمى مكتوب على جسمى» مسلسل الأسطورة نموذج ومثال.
توصيفا (هو) حالة طاووسية، بلغ حد التطاوس، خرق سقف المسرح المكشوف محلقا فى فراغ فنى هائل، الشاب يعانى خواء فنيا فظيعا يؤهله للانتحار على المسرح الأمريكانى فى قطيع من المتهوسين.
«الأسطورة» يتعرى تماما، يخلع جلده قطعة قطعة أمام جمهور مجنون به تماما، كلما ألقى إليهم بقطعة من جلده هتفوا هل من مزيد، ينتحر فنياً لإرضاء جماعة شهوانية شرهة للعنف والسيطرة، ميل غريزى لدحر القيمة الفنية المجتمعية.
حالة جنونية استعرت مجتمعيا، الأسطورة يقود من على المسرح جيلاً مخيفاً متنمرا على ناصية الوطن، جيلا يحطم القواعد جميعا، ويخرق القانون، يدهسه عامداً، جيلا مخيفا، تحركه غرائزه فحسب، يرى فى رمضان أسطورة، ويفرض آليات الأسطورة، سيطرة على شباب النواصى، يخضعهم لسطوته، يرتدى ملابس وحشية مرقطة، ويتعرى، ويزعق، ويصيح فى محاولة عدمية لإثبات سلطان زائف.
رمضان صار رمزية جيل مضروب شعره بالجيل الرخيص، رؤوسهم فارغة تماماً، متهوس بالتقليعة، محلق فى أجواز فضاء نفسه بحبال ملونة يتدلى بها من سقف خيلائه الموهوم، جيل مغيب تماماً، يعتقد فى نفسه تميزا، «نمبر وان»، رمضان يسيد نفسه على المسرح، ويسيد شبابه على النواصى.
الفنان الذى كان واعدًا، بات خارج المدار تماماً، خرج عن السيطرة يصعب إعادته إلى الأرض، يأتى عجبا من العجب العجاب، ماذا يفعل هذا الشاب بنفسه وجمهوره، خطير ما يفعله رمضان فى جيل شب عن الطوق فلم يجد قبلة فنية يستقبلها سوى ما يمثله رمضان من قيم الفرعنة والسيطرة والغرور والتطاول «تطاوس»، جرائم رمضان فى الأسطورة جرى تطبيقها حرفيا فى حوادث متفرقة يشيب لها الولدان.
هذا شاب غرّته بالأمانى الغرور، رسموه فتى على الشاشة الفضية فطاح، وعلى الشاشة الصغيرة فتقمص روح الأسطورة، وعلى المسرح فتعرى فى ملابس شفافة، لو أحسن مشغلوه استغلال هذه الطاقة الرهيبة لكسبنا رقمًا فنيًا، ولكنهم يتاجرون فى الخسارة، ويكبدوننا خسارة فادحة.
هذا نموذج فنى طاغ مجتمعياً، مخدرات رمضان الفنية تجتذب قطعانًا هائجة فى الريف والأحياء الشعبية، تقاليع رمضان ماركة مسجلة، وأقوال الأسطورة حكم على كل لسان، ومقاطع الأسطورة تريند على وسائل التواصل، وغناء الأسطورة فاكهة الأفراح الثرية والفقيرة، الأسطورة تتجسد ونحن عنها غافلون.
نقلا عن المصرى اليوم