- "قصة ثائر.. دماء خالد سعيد تتحدث".. ديوان يعبّر عن ثورة فجّرت بركانًا من المعاني الوطنية
- وزير الثقافة: لن يحدث صدام مع التيارات المتشددة في ظل احترام لغة الحوار
- باحتفالية تأبين "أبو عوف": الديمقراطية ليست في صناديق الانتخاب وإنما في الحياة والسياسة والاقتصاد والثقافة
- الاحتفال بذكرى "ميلاد جورجي زيدان" مؤسس دار الهلال ذات الرسالة التنويرية المميزة في تاريخ الصحافة
- بالصور.. ترميم لوحة تاريخية لاستقبال الشعب للزعيم "مصطفى كامل" بعد تعرضها للتخريب
عدَّى النهار
بقلم: ميرفت عياد
بعد يوم مضني من العمل والتعب، ركبتُ أحد التاكسيات لأعود إلى منزلي.. وكان السائق يستمع إلى الراديو.. وبعد فقرة إعلانية جاءت أغنية "عدى النهار" للعندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ"، والتي يقول مطلعها: "عدى النهار.. والمغربية جاية.. تتخفى ورا.. ضهر الشجر.. وعشان نتوه فالسكة شالت من ليالينا القمر".. هنا أحسست بضيق وألم نفسي شديد وأنا أتسائل هل حقًا عدى النهار؟
هل عدَّى نهار الثورة السلمية البيضاء وكُتب عليها أن تتَّشح بالسواد الممزوج بلون الدماء؟.. هل عدَّى النهار على الحلم بمستقبل أفضل بدأه الشباب بحملات لتنظيف الشوارع، غير مدركين ببرائتهم أن القلوب والضمائر هي التي تحتاج إلى تنظيف.. تحتاج إلى كنس أتربة الفساد التي تراكمت عليها منذ عشرات السنوات..، وطلاءها بدهان جديد من الشرف والأخلاق، وتجميلها بالفضائل والقيم؟؟..
نعم، فقد قام الشباب الجميل بتزيين الشوارع والأرصفة والأشجار بالعلم المصري رمز الفخر والافتخار، راسمين في المنتصف اللون الأبيض رمز قلب المصريين النقي، غير مدركين أن اللون الأحمر الذي يعلوه لا يمثل فقط لون التوهُّج والأمل والإشراق بل يمثل لون دماء المصريين الذي يُسفك من أجل تحرير بلادهم، أما اللون الأسود فهو ليس رمز لعصور الاستعمار والتخلف بل هو اللون الذي كُتب على "مصر" أن ترتديه طيلة هذا العام لتنعي أبنائها الأبرياء الذين ضحوا بدمائهم من أجل الخروج من نفق الظلم والاستبداد.
آه يا مصر، فقد عدى النهار وبخل القمر أن يضوي في سماء ليلنا حتى نتوه عن السكة ونتخبط في طريقنا ولا نجد أمامنا سوى أمهات مكلومة على أبنائها الذين تساقطوا مثل أوراق الشجر في خريف غاضب ورياح عاتية رفضت أن تلين أو تحن على قلوب ذبلت من كثرة البكاء والنحيب.
رفض القمر أن يضوي في ليل حالك السواد حتى لا يرى بعينيه ألسنة اللهب المتصاعد من المجمع العلمي.. حتى لا يرى تراثنا وتاريخنا يُحرق أمام أعيننا ولا يوجد منقذ أو معين.. حتى لا يرى مجموعة من الغوغاء والمأجورين يقضون على شرفنا ومستقبلنا.. فأي مستقبل لنا ونحن نحرق بأيدينا تاريخ وتراث أمتنا، فقلوب كل المصريين تدمي وهي تصرخ وتقول هل من منقذ؟ هل من طريق؟.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :