مار شربل يشفي إيمان في مصر ايضاً
شفاءات لا محدودة للقديس مار شربل، ومئات القصص التي تنتشر عن معجزاته العابرة للطوائف
الحادثة التي وقعت في شهر نيسان من العام الماضي، بعدما كان مايكل برفقة شقيقته يجتازان الشارع فصدمته سيارة مسرعة قذفته أمتاراً عدة في الهواء قبل أن يسقط فاقداً الوعي أمام أعين والده.
رغم مرور أكثر من عام على الحادثة الا ان والده ريشار سلامة ما زال يذكر الحادثة وكأنها الآن أمامه، ويستذكر ما حصل مع مايكل بكلام مبلل بالدموع. فبعد خروجه من البحر برفقة شقيقته كان الوالد بانتظارهما على الضفة الاخرى من الطريق، وبعد أن تحوّلت إشارة السير حمراء تخطت سيارة اجرة مسرعة الاشارة وصدمت ولده امام اعينه لتقذفه نحو 25 متراً بحسب تقرير الشرطة، ليفقد في لحظتها مايكل الوعي وينقل الى المستشفى.
وفور وصوله المستشفى خضع الطفل لعملية جراحية سريعة لإيقاف النزيف، وبعد العملية خرج الطبيب ليخبر العائلة بأن العملية كانت معقدة وصعبة “والباقي على الله” ومن الصعب ان يعود مايكل لحالته الصحية هذا في حال استيقظ من الغيبوبة. وبعد يوم كامل من العملية استسلم والده للنوم فشاهد راهباً يضع يده على كتفه ويبتسم، فاستيقظ بعدها من النوم وأخبر شقيقه بأن طفله سينجو من الحادث وسيعود كما كان، فلم يصدق أحد الأمر بدايةً معتبرين بأنه أضغاث أحلام نتيجة المصيبة التي وقعت على العائلة. ولكن بعد أقل من 48 ساعة تحوّل الحلم حقيقة واستيقظ مايكل وعادَ الى المنزل بظرف أقل من اسبوع.
ريشار والذي أكد بأن شقيقه قد وضع زيتاً من دير مار شربل في لبنان على جسد ابنه قبل العملية، وبدأ بالصلاة طالباً من الرب ان يساعده على النجاة وكان له ما اراد، حيث استعاد مايكل عافيته. وأول شيء أخبرهم به بأنه شاهد راهباً بالقرب منه أثناء “نومه”، فكانت الصدمة الاكبر للطاقم الطبي الذين اكدوا بأن ما حصل يعتبر معجزة فلا يمكن ان يستيقظ طفل بعد تلك الضربة القوية على الرأس.
ابنة عمته موني الرياشي تحدثت لـ “النهار” عن الرحلة الصعبة لمايكل داخل المستشفى من لحظة وصوله الى مغادرته، حيث أشارت الى ان الطفل بعد دخوله المستشفى أخبر الاطباء الاهل بأن الأمل ضئيل جداً وفي حال نجاته من الحادثة فإنه قد يفقد احد حواسه، وفي احسن الاحوال فإنه سيستيقظ بعد شهر من الحادث، فما كان من عمه روجيه سلامة إلا ان احضر بعض الزيت والبخور من مار شربل ودهن جسده به، وما هي الا اربع ساعات حتى استيقظ الطفل رغم أن الشقّ في رأسه لم يقطب بعد، مما اعتبره الاطباء معجزة طبية لا تتكرر حيث ان الطفل ما زال في العناية الفائقة ولم يمض على الحادث إلا يومان وآخر الفحوص كانت تشير الى انه بحاجة الى شهر على الأقل للاستيقاظ.
موني اشارت الى أنها فور علمها بالحادثة توجهت الى دير مار شربل، وطلبت منه انقاذ مايكل بشفاعته “يا مار شربل مايكل طفل ضلك حدو واشفيه… بدنا نجي نصلي هون انا وياه” وكان لها ما ارادت، وبالفعل وفور عودته الى لبنان توجهت برفقة الطفل الى دير مار شربل واخبرتهم بما حصل، فتم تسجيل الاعجوبة بتاريخ 10 آب 2017 في سجلات الدير.
وبعد عام على الحادث عاد مايكل الى حياته الطبيعية من دون أن يفقد متعة الحياة، وها هو اليوم يمارس الرياضة بشكل طبيعي، وفي كل زيارة الى لبنان يتوجه الى دير ما شربل شاكراً إياه على ما حصل.
في مصر:
إيمان امرأة مصرية متزوجة ولها ثلاثة أولاد، صبيّان وفتاة. خضعت لجراحة معقدة قبل ثلاث عشرة سنة لمعالجة مرض نادر، إلا أن العملية لم تنجح، وعبثاً أجريت لها عمليات أخرى. ونتيجة للعمليات الفاشلة المتعددة، أصيبت بألمٍ مزمن.
عندها، وصف لها الأطباء أدويةً وحُقناً ومواداً مخدرة صباحاً وظهراً وليلاً لترتاح من مرضها النادر وألمها المزمن. وحذّروها من مخاطر التوقف عنها قائلين لها أن مرضها سيزيد وستموت في النهاية.
كانت لإيمان صديقة تزورها بانتظام وترى معاناتها الكبيرة، فشجعتها على الصلاة للقديس شربل عن نية شفائها. فبدأت إيمان تصلي للقديس شربل رغم أنها لم تسمع به أو تره أو تزُره في حياتها.
من ثم، راحت إيمان تجري بحوثاً وتقرأ المزيد عن قصة القديس شربل ومعجزاته وحياته. فأحبّت إيمانه القوي والتزامه وأمانته ليسوع ومريم والافخارستيا. وكلما صلت وقرأت المزيد عنه، كانت تزداد ثقةً بأن القديس شربل سيشفيها.
في إحدى الليالي، وقبل أن تخلد إلى النوم، صلت من كل قلبها وروحها إلى القديس شربل ليشفيها فتعيش حياة طبيعية وتخدم عائلتها أفضل وتتوقف عن تناول الأدوية التي كانت تشكل عبئاً مادياً على عائلتها.
وبعد رفع الصلوات إلى القديس شربل، غفت إيمان وسمعت في الحلم صوته يقول لها أن إيمانها بالله شفاها وأنه سيُزيل المرض النادر والألم المزمن من جسدها.
في الصباح، دخل أولاد إيمان إلى غرفتها ورأوها بيضاء وشاحبة جداً بحيث أنهم ظنوا أنها على وشك الموت. سألوها: “أمي، هل تُحتضرين؟”. فأجابت إيمان بحماسة: “كلا، كلا، صحتي أفضل من قبل لأن القديس شربل شفاني من المرض النادر والألم المزمن، ولست بحاجة إلى المزيد من الأدوية والحُقن والمواد المخدرة”. فانتشر خبر الأعجوبة التي حصلت مع إيمان بسرعة بين أقاربها وأصدقائها الذين فرحوا جداً بشفائها السريع بعد سنوات عديدة من الألم.
في وقت لاحق، ذهبت إيمان لرؤية طبيبها والخضوع لفحوصات طبية لتأكيد شفائها على يد القديس شربل. وتفاجأ الطبيب بالنتائج التي أشارت إلى شفاء إيمان من المرض التي عانت منه طوال ثلاث عشرة سنة وإلى صحتها الجيدة. قال الأطباء أيضاً لإيمان أنها لا تحتاج إلى الأدوية بعد الآن.