ماري عادل بسطوروس
علم السعودية أترفع من زمان بعدما دفعت المليارات لسلفنة وأخونة مصر، لما أجبرتنا ظروفنا الأقتصادية نشتغل عندهم و نستلف منهم ، و نشوف فيهم نموذج حياة و طريقة عيشة .. نأكل مثلهم و نلبس زيهم .. بعدما كنا إحنا النموذج لكل المنطقة ، فبقينا بنتأثر بيهم و نستورد ثقافتهم .. إكتشفنا فجأة إن لبسنا حرام وعيشتنا حرام وأن المصريين من الأربعينات الى الثمانينات ماتوا كفار لأنهم ما كانوش بيلبسوا عبايات و أسدال ...
و فجأة أكتشفنا ان سبوع المولود حرام و شم النسيم حرام و الأحتفال برأس السنة كفر لا يغتفر ...
علم السعودية أترفع فوق رقابنا، لما اتأثرنا بيهم دينيا لمجرد إن عندهم أماكن مقدسة .. فأتخلينا عن تديننا المصرى السمح المتصالح مع العالم و مع الفنون و الأداب و العلم و المعرفة .. و دي كانت أساسا ميزة روحنا المصرية ...
بدلنا كل التحيات بتحية واحدة و بقت صباح و مساء الخير مكروة و لو حد قالها يترد عليه, بالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
علم السعوديه إترفع على مصر لما بقى لها لوبي جوة مصر بيدافع عن مصالحها و يفرض ثقافتها و يحارب عقولنا بالنيابة عنهم أكتر منهم .. و لما الأزهر نفسه إعتمد المذهب الوهابى السلفى فى مناهجه علشان يتطرف عقول المصريين ...
لك ان تتخيل ان مدينة مثل اسكندرية اللى كانت عاصمة عالمية و لؤلؤة دول البحر المتوسط و حلم مدن العالم ان يوصلوا لإنفتاحها وتمدنها, هذة الأسكندرية أصبحت الأن عاصمة الوهابية السلفية فى مصر !!!!!!!
علم السعودية أترفع جوة عقول المصريين لما فجأة إكتشفوا أنهم مسلم و مسيحى بعد ما كانوا عمرهم ما بياخدوا بالهم و لا بيعاملوا بعض على أساس ديانة و لكن على أساس مواطنة .. كله كان مصرى و بس قبل الوهابية السعودية ما تفرق بين الناس و تترجمه فى سلوك طائفى متطرف غير متسامح مع الأخر ...
مصر رافعة علم السعودية شكلا و مضمونا من زمان بعد ما فقدت معنى الأمة المصرية بتنازل رؤسائها تباعا ( من عبد الناصر الى السيسى ) عن الهوية المصرية و أغراق الشعب المصرى فى أكذوبة الوطن العربى بعد أنقلاب قاع المجتمع سنة 52 على المملكة المصرية ...