أسامه سلامه
- الأنبا ابيفانيوس قتيل وليس شهيدا، وهو مهرطق، وكتاباته وأبحاثه تجنح بعيدا عن الأرثوذكسية.
- البابا شنودة تعاليمه بها نزعة نسطورية، ورسامته مخالفة لتعاليم الكنيسة التى تمنع رسامة ابن الزوجة الثانية، حيث أن أمه كانت الزوجة الثانية لأبيه بعد وفاة زوجته الأولى
- الأب متى المسكين كتبه بها أفكار غير أرثوذكسية، وأخطاء لاهوتية ولهذا تم منعها أيام البابا شنودة، وحرقها الأنبا بيشوى
- البابا تواضروس متأثر بالفكر الغربى وبعيد عن التعليم الأرثوذكسى الصحيح ويميل الى الكثلكة
هل يكفى ما سبق؟ أم نزيد عليها حتى نصل إلى اتهام معظم آباء الكنيسة القبطية العظام بالهرطقة
يكفى أن تقرأ بعض صفحات تحمل أسماء مسيحية على الفيس بوك لكى تشاهد معركة غير مسبوقة تستخدم فيها كافة الأسلحة الفاسدة، وتقودها مجموعات ورائها تمويلات من أجل مصالح وأهداف رخيصة، والثمن تدفعه الكنيسة وأبناؤها المخلصين، لقد أصبحت الكنيسة مثل لوحة التنشين يصوب عليها كل واحد من هؤلاء القساة دون رحمة ومن كل الاتجاهات، وكأنهم ينتقمون منها وهم يدعون الدفاع عنها، ينهشون لحمها وهم يبكون عليها، وفى أعينهم دموع التماسيح.
لا أدرى ماذا يفعل القبطى البسيط عندما يقرأ كل هذا الهراء ولا تساعده بساطته وعفويته فى التفرقة بين الغث والسمين؟
ما هو شعوره وهو يرى أن الآباء من ماتوا منهم والأحياء قد نهشت سيرتهم وتم التشكيك فى صحة إيمانهم؟
هل نلومه إذا اهتز إيمانه أو اتجه للإلحاد عندما يقرأ أو يسمع أن قادة الكنيسة مهرطقون وخارجون عن الإيمان الكنسى الصحيح؟
ألا يدرى هؤلاء الأدعياء ماذا يفعلون بالمسيحيين؟ وأى جريمة يرتكبونها فى حقهم؟ ألا يدرك من يوجه هذه الاتهامات أنها تطول من يدعى أنه يدافع عنهم؟
من يقول إن البابا تاوضروس أفكاره كاثوليكية، وغير أرثوذكسية يتهم دون أن يدرى الأساقفة الذين انتخبوه وأوصلوه إلى القرعة الهيكلية بأنهم جهلة لا يعرفون دينهم، ولذلك اختاروه ولم يعترضوا عليه، أو أنهم متواطئون معه ويحملون نفس أفكاره، وحتى أن كان هناك قلة من الأساقفة ضده فإن الأغلبية معه وتؤيده وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا جميعا يعملون ضد كنيستهم.
ومن يدعون أن البابا شنودة تعاليمه أقرب إلى النسطورية –(أى يتبع بعض أفكار نسطور وهو واحد من كبار المهرطقين فى تاريخ الكنيسة) يتناسون كتاباته الرائعة عن الأرثوذكسية ويتهمون أيضا الأساقفة جميعا فى عهده بأنهم جبناء خافوا أن يواجهوه أو يقفون ضده أو أنهم يعتنقون آرائه.
ومن يتطاولون على الأب متى المسكين ويزعمون أن أفكاره خطأ ولهذا منعها البابا شنودة يتغافلون عن زيارة البابا الراحل له فى مرضه وأنه لم يقم بحرمانه كما حدث مع الهراطقة فى كل عصور الكنيسة، فهل كان البابا شنودة يغلب مصالحه لاعتبارات خاصة على حساب الكنيسة والإيمان الصحيح تاركا تلاميذ الأب متى ومريديه يتلقون منه وينشرون تعليم غير أرثوذكسى.
والراحل الشهيد الأنبا إبيفانيوس هل كانت أبحاثه ودراساته غير صحيحة؟ وإذا كانت بالفعل كما يدعى هؤلاء لماذا لم يوقفه الأساقفة قبل قتله غدرا؟، ولماذا لم يردوا عليه وهم جميعا غيورين على كنيستهم؟
فى ظل هذا الوضع المريب ما هو الحل؟
ألا يمكن أن يسمو الجميع على خلافاتهم من أجل الكنيسة، وهل يمكن الاتفاق على أن الأبحاث والدراسات اللاهوتية تتم داخل الأديرة وفى مراكز الأبحاث وقاعاتها ولا تخرج للعوام إلا بعد تبسيطها؟ وإن المناقشات اللاهوتية ليس مكانها الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى؟
هل يمكن أن يحافظ الجميع على الكنيسة طالما يقولون أنهم يدافعون عنها وأن يصمتوا من اجل المسيحيين البسطاء ؟ أنا لا أريد أن يمتنع الأقباط عن المناقشات الحقيقية فيما يخص الكنيسة وقضاياها، ولكن أن يتم الكف عن توجيه اتهامات التكفير والتخوين والخروج على العقيدة، فمن يتهم غيره بالهرطقة دون حق يصبح هو المهرطق الحقيقى.
إذا لم يتم تدارك الموقف سريعا فإن الأمر سيزداد سوء، وستظل الاتهامات تتناثر وتزداد على الفيس بوك حتى تطول الجميع، وهذا هو الخطر الذى يحيط بالكنيسة.
نقلا عن مبتدأ