سليمان شفيق
في تطور جديد قامت داعش خلال الشهر الماضي بعمل اربعة عمليات ما بين سوريا والعراق مما يؤكد ان هناك دعم من تركيا وقطر وغيرهما لداعش خاصة في منطقة ادلب ، ومن هذا المنطلق أكد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية أمس الاربعاء أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يعاود الظهور في سوريا و"يعزز قدراته" في العراق، وقال التقرير إن التنظيم استطاع "توحيد ودعم عمليات" في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلية "غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي" التي استعادتها".
وجاء في التقرير الذي أعده مفتش عام بالوزارة أنه على الرغم من خسارته الخلافة على المستوى الإقليمي، "إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا عزز قدراته في العراق واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي" من السنة."
وأضاف التقرير أن التنظيم استطاع "توحيد ودعم عمليات" في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلية "غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي" التي استعادتها".
وقد انسحبت الولايات المتحدة جزئيا من سوريا، مخالفة بذلك رأي قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا والتي كانت تطالب "بمزيد من التدريب والتجهيز".
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 23 مارس 2019 القضاء على "خلافة" التنظيم بعد تجريده من مناطق سيطرته في بلدة الباغوز في محافظة دير الزور، إثر أشهر من المعارك بدعم من التحالف بقيادة واشنطن. وبعد انتهاء معركة شرق سوريا، أعلنت بدء مرحلة جديدة في قتال التنظيم، تتمثل بملاحقة خلاياه النائمة بتنسيق مع التحالف الدولي.
وبرغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا، لا يزال التنظيم الإرهابي ينتشر في البادية السورية المترامية الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود العراقية.
بداية معركة اخري للجيش السوري
تستمر حملة الجيش السوري المدعوم روسيا على مناطق في شمال غرب البلاد وأبرزها محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد. ويرى متابعون للشأن السوري، أن تشديد القصف على إدلب، ما هو سوى "حرب استنزاف بطيئة للأسد" في محاولة دمشق استعادة السيطرة على المدينة.
لا تزال طائرات الجيش السوري وحليفته روسيا تدك منذ ثلاثة أشهر مناطق في شمال غرب سوريا، مستهدفة المنشآت الطبية والمدارس والأسواق، في تصعيد يعكس وفق محللين إصرار دمشق على استعادة السيطرة على هذه المنطقة التي تشكل آخر معقل لمعارضيها.
والسبت، قُتل 15 مدنيا بينهم 8 أطفال في غارات جوية شنها الطيران السوري على محافظة إدلب الواقعة بمعظمها تحت سيطرة فصائل جهادية في شمال غرب لسوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
المعارضة تتهم سوريا :
وتصف المعارضة هذا التصعيد بـ"الإبادة"، فيما نددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الجمعة بـ"اللامبالاة الدولية" مع استمرار القصف الذي أجبر أكثر من 400 ألف شخص على الفرار إلى مناطق أكثر أمانا.
وإدلب ومحيطها تحت القصف السوري والروسي منذ نهاية أبريل رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر ، نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح ونجح في إرساء الهدوء لنحو خمسة أشهر، إلا أن تنفيذه لم يُستكمل.
ويرى الباحث في مركز عمران للدراسات، ومقره إسطنبول، نوار أوليفر "الاستنزاف الحاصل مخيف عبر الاستهداف المباشر للمدنيين والأسواق والمنشآت الصحية والبنى التحتية"
وبحسب أوليفر، فإن التصعيد يهدف بالدرجة الأولى إلى "الضغط على الفصائل وحاضنتها الشعبية، بعدما باتت المنطقة تضم كل السوريين المعارضين وعائلات مقاتلي الفصائل". وعليه فإن "أي ضغط على الحاضنة سينعكس على الفصائل".
الضغط على "الحاضنة الشعبية".
كما أن من شأن التصعيد الجوي حسب الباحث أن "يخدم أي عمل بري في المستقبل"، ذلك أن الاتفاق الروسي التركي "أدى إلى تأجيل أو وقف الهجوم البري للنظام بشكل مؤقت" على المنطقة.
وأحصت الأمم المتحدة 39 هجوما استهدف منشآت صحية وطواقم طبية منذ نهاية أبريل كما تضررت خمسون مدرسة على الأقل جراء القصف.
وقالت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه في بيان الجمعة إن "هذه الممتلكات مدنية، ويبدو من المستبعد جدا أن تكون قد ضربت عرضا نظرا إلى النمط المستمر لمثل هذه الهجمات". مذكّرة بأن "الهجمات المتعمدة ضد المدنيين هي جريمة حرب".
"حرب استنزاف بطيئة للأسد"
وتركز الطائرات السورية والروسية قصفها تحديدا على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، حيث تدور معارك ضارية بين قوات النظام والفصائل، تسببت بمقتل مئات المقاتلين من الجانبين.
ويوضح أوليفر "تقدم روسيا النظام على أنه استعاد شرعيته.. ويصور الطرفان إدلب بوصفها آخر المعارك وآخر البؤر التي تمنع النظام من السيطرة على جيوب الإرهابيين".
وحاليا، تسيطر القوات الحكومية على أكثر من 60 بالمئة من مساحة سوريا. وتعد إدلب ومناطق سيطرة القوات الكردية في شمال شرق سوريا أبرز المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق. وبدأت الأخيرة محادثات مع الأكراد لم تفض لنتيجة بعد.
ويرى الباحث المتخصص في الشأن السوري سامويل راماني أن موسكو "تضغط اليوم أكثر من أي وقت مضى وبشكل متسق من أجل إعادة دمج سوريا بالكامل تحت حكم (الرئيس السوري بشار الأسد)
إلا أن استعادة الحكومة السورية السيطرة على إدلب لن تكون عملية سهلة. ويضيف راماني في هذا الشأن "السيطرة على إدلب ستكون حرب استنزاف بطيئة للأسد".