الأقباط متحدون | أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٥١ | السبت ١٠ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٩ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر

السبت ١٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مرثا فرنسيس

أنا مسيحية أحب الله وأؤمن به وأعبده ولا أفرض إيماني على أي انسان ولا أؤذي أي إنسان بعبادتي لله بل أن حبي لله يملأ قلبي الصغير حباً للآخرين وعبادتي له تُخرج أحسن مافي داخلي وأفضل مايمكنني تقديمه لكل إنسان، أحب الإنسان تاج الخليقة، أحبه عندما يفكر وعندما يحب وعندما يعبرعن مشاعره، وأحبه عندما يكون رجلا شهماً يتميز بأخلاق رفيعة، أحبه عندما يكون رقيقا ً مفكراً مهذباً ، أحبه عندما يكون مسئولا وقادراً على تحمل تبعات اختياراته، أحبه عندما يُكرم المرأة ويفتخر بها وبنجاحها وعندما يحثها على التقدم والإنجاز حتى لو تقدمته في الدرجة العلمية أوالمستوى الإجتماعي، وأحب الإنسان امرأة رائعة الجمال والإبداع والعطاء والذكاء، امرأة تهتم وتقدر قيمة نفسها، ترفض المهانة والضعف، وترفض أن تكون تابعة أو ناقصة، أحبها عندما ترفض الإستسلام لكل مايجعل منها عورة.أحب الإنسان طفلا بريئاً تلقائياً يضحك من كل قلبه ويبكي بكل جوارحه. انا اؤمن أن العلم هو بوابة التقدم وأقدر وأحترم كل من يعطي وقتاً أو جهدا ًأو طاقة أو مالا لكي ينشئ مشروعاً أو يقدم بحثاً أو يخترع إختراعا ًينهض بالإنسان ويحقق للإنسانية رقياً وتقدما ً.


أنا علمانية واؤمن أن فصل الدين عن السياسة يحقق العدالة لكل مواطن ولا أجد تتاقضاً بين علمانيتي وإيماني المسيحي، لأن عبادة الله علاقة شخصية لا تقننها قوانين ولا دخل لسياسة الدولة بها، عبادتي لله أمارسها في كل لحظة في حياتي الخاصة وهي لا تمنعني أو تعوقني عن أداء وظيفتي وإتمام عملي بأمانة، وإيماني بوطني وإنتمائي له لا يتعارض مع إيماني المسيحي، أنا أحترم وأخضع للقوانين كمواطنة مصرية، واؤيد حرية الإنسان بكل ماتعني الكلمة، واؤمن أن التزامه كمواطن هو الدليل الأكيد على أنه يعي ويدرك تماماً معنى الحرية والمسئولية، أنا أرفض أن تُعتبرالعلمانية كفراً، وأرفض ماقاله السيد عبد المنعم الشحات عندما فاز السلفيون ببعض مقاعد المرحلة الأولى- لقد إنتصر الإسلام فهل إنهزم الإسلام بعد هزيمة السيد الشحات في الإعادة؟ أنا أرفض تسييس الدين فالسياسي يكسب ويخسر يصيب ويخطئ، فلماذا توضع الأديان في كفة ميزان مع السياسة؟ إن إحترام الأديان يدعو بالأحرى لإبعادها عن السياسة.وليكن الوطن لكل من ينتمي إليه وليكن لكل مواطن إيمانه وعقيدته التي يمارسها بحرية ومسئولية شخصية، وليكن خليط المعتقدات تشكيل وتنويع للمجتمع بدون فرض عقيدة على أخرى وبدون أن يكون أي إنسان رقيبا ًعلى علاقة آخر بالله، وبدون محاكمة من لا يصلي أو يصوم. أنا اؤمن بحرية الفكر وبالمساواة أمام القانون وأنه يجب على الدولة أن تقف على الحياد من جميع أطياف الشعب.وانه لا تدخل للدولة في العلاقات الإجتماعية بين الأفراد الا لمساندة مواطن في الحصول على حق من حقوقه.


أنا ليبرالية، اؤمن ان لكل فرد الحق في التعبير عن الإنسان داخله بحيث لا يتعدى حدوده الخاصة من حقوقه وحريته وبحيث لا تؤذي حريته الآخرين، وان لكل انسان حق الحياة والفكر والمعتقد، وان لكل إنسان الحق في الحياة وفق قناعاته دون أن يُملى عليه بماذا يؤمن وبالكيفية التي يعيش بها هذه القناعات ، أؤمن أن التنوع والإختلاف ثراء في أي مجتمع إذا أدرك كل فرد أنه ليس وصياً على الآخرين وأن له الحق أن يقبل أو يرفض أي فكر بدون إتخاذ العداء رداً على إختلاف الآخر عنه.


لماذا يصعب علينا التوافق معاً، لماذا نكفر ونسيس ونراقب ونحاكم الآخر، لماذا لا يعيش كل انسان حياته كما يشاء هو وليس كما يشاء له الآخرون؟ لماذا يضيع العمر في مجادلات هزلية ليس لها هدف، وفي تكفير واقصاء ومراقبة يقوم بها انسان ضد آخر؟
أيها الإنسان في كل مكان: فقط كن إنساناً




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :