اللواء سمير فرج
تصاعدت الأحداث مرة أخرى فى خليج هرمز، حيث احتجزت إيران مؤخرًا ناقلة نفط عراقية بزعم أنها كانت تهرّب وقودًا لدول عربية، فى ثالث عملية لإيران من نوعها خلال شهر، فى هذه المنطقة المهمة من العالم، التى شهدت توترًا بين واشنطن وطهران، ومن بعدهما انضمت بريطانيا فى ذلك الصراع بعد أن احتجز الحرس الثورى الإيرانى الناقلة البريطانية.
تأتى أهمية مضيق هرمز فى أنه يعبر من خلاله ثلث الطاقة فى العالم، وهو الذى يربط بين الخليج العربى من جهة وخليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندى، ويبلغ طوله 65 كم وعرضه 50 كم.
وبعد التوترات التى حدثت مؤخرًا ظهرت على السطح فكرة الولايات المتحدة ببناء تحالف دولى لحراسة المضيق، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكى، بومبيو، أن هذا التحالف يهدف إلى الحفاظ على هذا الممر مفتوحا أمام جميع الناقلات فى العالم، وتهدف الولايات المتحدة من طرح هذه الفكرة إلى أن هذا التحالف سوف يضع إيران فى عداء مع كل الدول المشتركة فى حالة تعرضها لأى ناقلة مستقبلًا، ولكن يبدو حتى الآن أن هذه الفكرة لم تلق قبولًا من الجميع، حيث إن ألمانيا رفضت الاشتراك تحت قيادة أمريكية، على أساس أن ذلك الأمر سوف يزيد التوتر فى المنطقة، وأعلنت شرط موافقتها العمل تحت قيادة أوروبية، أما اليابان فقد أعلنت قيامها بإرسال عناصر من البحرية اليابانية لتأمين وحماية سفنها فى هذا الممر، وبريطانيا أعلنت موافقتها الانضمام تحت القيادة الأمريكية.
وفى زيارة خاطفة إلى أستراليا، يحاول وزير الخارجية الأمريكى إقناع أستراليا بالاشتراك فى ذلك التحالف، لذلك من المنتظر فى القريب أن تزيد طهران عمليات الضغط على الناقلات التى تعبر المضيق، بهدف خلق نوعية من التوتر فى سوق النفط العالمية، الأمر الذى يمكن أن يضيف ضغطًا على الولايات المتحدة لإيقاف العقوبات الاقتصادية الموقعة على إيران، ورغم أن هناك محاولات من ناقلات النفط لاتخاذ طرق جديدة لتقليل مخاطر عبورها مضيق هرمز من خلال الاختفاء من أنظمة تعقب السفن العالمية، حيث قامت أكثر من 20 ناقلة نفط بإغلاق أجهزة إرسال الترددات أثناء عبورها المضيق هذا الشهر- وفقًا لبيانات بلومبيرج- بينما قامت بعض السفن الأخرى بالإبحار على مقربة من شواطئ السعودية وهى فى طريقها إلى الكويت أو العراق.
وقبل التصاعد الأخير فى التوترات مع إيران، كانت الناقلات معتادة إرسال موقعها عند الإبحار فى مضيق هرمز، وعند دخول السفن إلى الخليج العربى كانت تسير عادة بالقرب من السواحل الإيرانية وعلى مقربة من حقل الغاز البحرى الذى تتقاسمه إيران مع قطر.. وعموما، تتزايد الآن أعداد الناقلات التى تغلق أجهزة إرسال الترددات الخاصة بها بعد تحميل النفط من السعودية، وبلغ عددها 12 سفينة خلال الشهر الماضى، كان أهمها سفينة الشحن العملاقة «كاهلا»، التى أغلقت جهاز ترددها فى 20 يوليو قبل المرور السفينة وظهرت بعد يومين عندما عبرت المضيق فى الجهة الأخرى.
عمومًا، فإنه من المنتظر أن تتصاعد عمليات التحرش الإيرانية فى الفترة المقبلة ضد بعض من هذه الناقلات دون محاولة التعرض للناقلات التى ترفع أعلام الدول الكبرى، حتى لا تتعرض إيران إلى إثارة هذه القوى الكبرى، ولكن سيظل هدف إيران هو إظهار عدم استقرار السوق العالمية للبترول، وبالتالى إحداث هزة فى اقتصاد بعض الدول، مع استمرار إيقاف ضخ البترول الإيرانى إلى السوق العالمية على أساس أن تضطر الولايات المتحدة لقبول تخفيف القيود الاقتصادية على ايران.
وعلى الطرف الآخر، فإن ذلك الأمر سوف يؤدى إلى اتحاد القوى العالمية بزعامة الولايات المتحدة، وسرعة تكوين هذا التحالف البحرى لتأمين مضيق هرمز، ويقضى على أمل إيران فى إحداث هزة فى السوق العالمية للنفط.. وسوف توضح لنا الأيام القادمة من سيستطيع أن يحقق هدفه.. إيران أم الولايات المتحدة فى حرب الناقلات!.
نقلا عن المصرى اليوم