تحدثنا فى الأسبوع الماضى عن: أولاً: إيجابيات الإنترنت ثانيًا: سلبيات الإنترنت
ومن التأثيرات الإيجابية لهذه الوسائل: 1- الإعلام.. 2- المعلومات:
- على شبكة المعلومات الدولية مليارات من المواقع، تزداد كل ثانية. ومن خلال هذه المواقع - بالإضافة إلى ما تبثه القنوات التليفزيونية: المحلية والفضائية، والسوشيال ميديا وما تنشره الصحافة، وتذيعه الإذاعات - يستطيع الإنسان أن يحصل على كم هائل من المعلومات، فى عدد ضخم من فروع العلم والمعرفة. وهكذا قد تجد على قرص مدمج واحد مئات أو آلاف الكتب، وهذه عبارة عن مئات المجلدات. لم نعد فى حاجة أن نبنى
لها المكتبات، ونصنع لها الدواليب، فهى موجودة كلها على فلاشة أو C.D، أو تخزن على الموبايل أو فى الهواء على icloud! والـgoogle Drive.
- ولكن الأهم من توافر المعلومات، هو سهولة البحث عن معلومة، إذ يكفى أن تكتب كلمة واحدة، لتخرج لك كل المعلومات التى وردت فيها هذه الكلمة.
- ولذلك أصبح من المستحيل أن تبدأ بحثًا قبل أن تسأل «الإنترنت» عما يخص هذا البحث، ليس فقط من مراجع، ولكن أيضًا هل سبق لأحد أن أجرى هذا البحث أم لا؟ وهكذا تبدأ من حيث انتهى الآخرون.
3- الإعلانات:
- فشبكة الإنترنت - مع التليفزيون بكل قنواته المحلية والفضائية - والسوشيال ميديا (التسويق الإليكترونى) خير وسيلة للإعلان عن كتاب، أو اكتشاف، أو سلعة أو نشاط إنسانى معين، فى مجالات الفنون والآداب والعلوم المختلفة، وغيرها.
- بل إن الإنسان على الإنترنت يستطيع أن يعرف كل شىء عن الطيران المنطلق فى كل أنحاء الأرض. كما أنه يستطيع وهو جالس أمام الكمبيوتر، أن يستصدر لنفسه التذكرة فى الرحلة التى يريدها، ويحجز المقعد، ويدفع ثمنها.
- ويستطيع بالطبع أن يختار السلعة التى يحتاجها، ويدفع أيضًا ثمنها، ويعطى عنوانه، لتصله وهو فى مكانه. وهكذا تكون وسائل الإعلام هى وسائل إعلان ممتازة لكل ما نريد أن يصل إلى الناس، من معلومات، أو سلع، أو كتب، أو منتجات فنية (أفلام ومسرحيات) أو أدبية (كتب - أشعار) أو علمية (فى مختلف الفروع).
- ولعل هذا هو سرّ مشكلة «الاستهلاكية» Consumerism، أى أننا أصبحنا نعانى من نزعة شراء الجديد الذى قد لا نحتاجه، بسبب روعة الإعلان عنه، وبطريقة جذابة ومبهرة، مهما استنفد ذلك من نقود وميزانية.
4- التواصل الإنسانى:
- وهذا أصبح متاحًا بوسائل كثيرة، غير التليفون، الذى صار هو نفسه محمولاً (الموبايل) بأنواعه، يحمل مع الصوت صورة، ومع الصورة شبكة تواصل، والبريد الإلكترونى، وأصبح الكمبيوتر الشخصى صغيرًا يحمله (لاب توب)..
- وبجوار التليفون (المحمول) الذى يجوب به كل بقاع الدنيا، وتتصل من خلاله بكل العالم، من قرية صغيرة!!
بل تستطيع من خلاله عقد «اجتماع تليفونى» (confernce call) تتواصل من خلاله مع عدة أشخاص، فى عدة دول دون مشقة السفر أو الانتقال. وهناك القنوات الفضائية التى تعج بالبرامج الحوارية، حيث يتواصل الناس على الشاشة فى حوار وتفاعل، وبينما هم يتحدثون يتصل بهم البعض، ويوجهون إليهم الأسئلة والآراء والتعليقات، فيتحول البرنامج إلى منتدى دولى عالمى، كما نتابع الآن فى البرامج الحية.
- ويمكنك طبعًا أن تهاتف أسرتك - من خلال الإنترنت - بالصوت والصورة معًا، تراهم ويرونك.
كما يمكنك أن تتواصل شخصيًا - من خلال الدردشة Chatting بكل وسائلها - مع من تريد، فيكون لك أصدقاء من دول أخرى.. المهم أن يكون ذلك بهدف سليم وأسلوب بنّاء.
- ونحن نذكر محاضرات الفيديو كونفرانس Video Conference التى كان يلقيها قداسة البابا شنودة الثالث وحاليًا البابا تواضروس الثانى. ونحن فى أى مكان فى العالم، فنحسّ بأنه فى وسطنا، وهو يتحدث إلينا من مكتبه، ونبادله الحوار، ونسأله فيجيب، ونقترح عليه شيئًا، فيرد علينا فى اللحظة والتو!! سواء كنا فى أستراليا أو الفيوم أو نقادة أو أى مكان على وجه الأرض!.
- ونحن فى بيت مار مرقس بأبوتلات نبث كل محاضرات المؤتمرات على الإنترنت، وبينما يكون المحاضر فى فرصة إجابة الأسئلة، ترد إليه أسئلة من الخارج، ويرد عليها.. وهذا تواصل إنسانى جيد!.
5- التعليم والتجارة والطب عن بعد:
- صار التعليم عن بعد E-learning شائعًا الآن، إذ تستطيع أن تدرس المنهج المقرر عليك، من خلال الإنترنت دون أن تتكبد عناء السفر والمواصلات والإقامة وغير ذلك من مشكلات المعيشة ومصروفاتها العالية.
وهكذا تأخذ شهادتك بسهولة، مستخدمًا هذا التعليم الإلكترونى.
- وكذلك صارت التجارة E-trade، أى عقد الصفقات الكبيرة والصغيرة، وأنت فى مكانك، من خلال شاشة الإنترنت، وأصبحت بلايين الدولارات تتداول من خلال شاشة الحاسوب دون أن يتحرك هؤلاء من بيوتهم.
- بل إن هناك الطب الإلكترونى، حيث يمكن أن تجرى عملية دقيقة فى دولة ما، ويتابعها أساتذة متخصصون لحظة بلحظة من دولة أخرى.
6- تبادل الخبرات:
يمكنك بالطبع أن تتبادل الخبرات، على مستوى الأشخاص أو المجموعات أو الدول، من خلال شبكة المعلومات الدولية، فمثلاً تستطيع أن تعرف كل مجهودات الدول والمجتمعات فى مجالات مثل: تنظيم الأسرة أو محو الأمية أو مكافحة المخدرات والإدمان، وهكذا تضيف خبرات الآخرين إلى خبراتك، وتثرى الآخرين بما عندك، سعيًا إلى النمو والتقدم الإنسانى فى مجالات الحياة المتنوعة: الروح والعقل والنفس والجسد والعلاقات الاجتماعية.
ومعروف أن من يدرس خبرات الآخرين، يضيف أعمارًا إلى عمره.. (يتبع)
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليوم