كتب : هاني صبري
إخراج أجساد القديسين والشهداء والكهنة وعمل مزار لهم والتكالب علي رفاتهم وأجسادهم وتمجيدها وعرضها للناس فيها أهانة لأجسادهم الطاهرة، ولا تجعلوا أعترافهم الحسن بالمسيح تجارة من أجل محبة المال، لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة.
وقد أثرت العادات المصرية القديمة علي وجدان المصريين وظهرت في طقوسهم الدينية فمثلا ذكري الثالث والأربعين للمتوفي باتت متدخلة مع طقوس التجنيز فإكرام الميت عند المصري القديم ليس دفنه وإنما الأحتفاظ بجسده بأكثر درجات السلامة أو أقل درجة من التحلل وكانوا بيحاولوا يحتفظوا بالجسد موجود بجانبهم.
ومثل هذه الأفعال فيها مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس وتعاليم الآباء الرسل ولتقليد الكنيسة، والمسيحية ترفض كل هذه المظاهر، وتري ضرورة دفن الأجساد في مقابر تحت الأرض مثل أجساد كل الأنبياء والقديسين إستناداً إلي سفر التكوين ( ٣ :١٩ ) " لانك تراب وإلي التراب تعود" .
ويبدي الأنبا انطونيوس أبو الرهبان استياءه من عادة ترك الأجساد دون دفن في قبر، والسبب الرئيسي إن المصريين إعتادوا تكفين العظماء وحفظ أجسادهم دون دفن في التراب، بل وضعها على منضدة وحفظها داخل البيوت.
وقد تعرض الأنبا أثناسيوس الرسولي لهذا الأمر إيضاً في الرسالة الفصحية ٤١ إزدراء القديسين وإهانة أجسادهم لأنهم لم يدفنوها في الأرض بل يضعونها في توابيت أو علي منضدة لكي يراها الناس هذا ليس إكرام لهم بل عدم تقدير للجسد ولا أصل لمثل هذه العادات في المسيحية.
وتِلْك العادات الخاطئة زادت حدتها في الوقت الحاضر وخرجت عن التعقل حتى أعتبر غير المؤمن بها كأنه خارج الإيمان، ويجب أن نحترم حرمة أجساد القديسين الطاهرة .
يعلمنا الكتاب المقدس "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَأيَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ." ونحن نعلم قيمتهم كشهود أمناء للحق حافظوا علي إيمانهم القويم، ويتم ذكرهم في القداسات، ونتذكر إيمانهم وهم يختفون وراء كلمة الله فيشهدون لا بما لهم بل بالكلمة الإلهي المعلن في كرازتهم وفِي سلوكهم، فهذا كان إيمانهم الشاهد للحق ولعمل نعمة الله في حياتهم، ويجب أن نسير علي خطاهم هو عدم تحويل أنظار الناس عّن الرب، وعدم تمجيد أشخاص لتحقيق مصالح شخصية ضيقة.
ويجب علي أن الكنيسة توعية وإرشاد الناس بالتعاليم الصحيحة فالرب يسوع وحده المستحق كل المجد والكرامة والشكر إلي الأبد علي محبته وتجسده وصلبه وقيامته لأجلنا.
وهذا المجد الإلهي لا يعطيه الله لكائن آخر وهكذا قال في سفر إشعياء النبي (٤٢: ٨ ) " أن الرب. هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر" فالله لا ينافسه غيره في مجده.
عندما نتأمل فى المشهد الفريد الذي رأه التلاميذ على جبل التجلي في إنجيل مرقس أصحاح ٩ نرى أن الرب يسوع الوحيد الذي لابد أن نسمع له ونتطلع إليه وحده دون سواه.
والمشهد على الجبل، مهما كان لنا من خيال، يفوق تصورنا البشري لكنه كما ُوصف لنا في الكتاب المقدس يجعلنا نتأكد من هذا. فعندما ذكر التلاميذ موسى وإيليا، اختفوا عن أنظار التلاميذ وبقي يسوع وحده كما قال الكتاب في مرقس ٨ :٩ "فَنَظَرُوا حَوْلَهُمْ بَغْتَةً وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا غَيْرَ يَسُوعَ وَحْدَهُ مَعَهُمْ". وكأن الرب يقول لهم: لا تنظروا إلى أي شخص أخر، "أنا هو". فالرب يسوع المسيح هو خلاصة الكتاب المقدس كله وجوهره ومحوره وإليه يرجع كل مؤمن به أياً كانت قامته الروحية لينهل من منهله العذب ويشبع من كلماته ويعمل بها، التي هي روح وحياة لخلاص النفس البشرية
ونطالب المجمع المقدس لكنيستنا القبطية استصدار قرار بعدم إخراج أجساد القديسين والشهداء وعدم عرضها أمام الناس وفقاً لتعاليم الكتاب المقدس، وتقليد الكنيسة.