بقلم : أنور عصمت السادات
إرادة الشعب تصنع المعجزات، ، وقد بدأنا بالفعل نجنى ثمار الثورة، حين خرجت جموع الشعب ليدلوا بأصواتهم فى أول عرس ديمقراطى حقيقى طال إنتظاره ، كان مشهد المصريين فى أول انتخابات برلمانية عقب سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك مشهداً أبهر العالم وعكس وعى الشعب المصري ، وحرصه على الإختيار والتصويت حتى كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة حضروا بأنفسهم لمقار اللجان الإنتخابية ، بما يؤكد وطنية الشعب المصري وقدرته علي صنع مستقبله الأفضل ، بكل ما يمتلك من قوة وعزيمة وإرادة.
تغيرت أوجه الحياة فى مصر مع انطلاق الشرارة الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير، وأصبح الشعب المصرى على مشارف مرحلة جديدة بأحلام جديدة يتطلع بها إلى مستقبل أفضل.
وبالطبع طالما أننا دولة مؤسسات لا ينبغى لنا أن نقف أو نرجع إلى الوراء بسبب غياب شخص أو حتى سقوط نظام بأكمله، ولكن علينا أن نضع من الآن لحياتنا ومستقبل مصر خطوطاً عريضة، وسياسات عامة وواضحة ومدروسة فى ظل توافق تام من كل طوائف المجتمع، لنمضى عليها ويسير وفقاً لها أى حاكم، فى طريق وهدف واحد نسعى إلى تحقيقه أياً كان قائدنا آنذاك.
أمامنا تركيا على سبيل المثال "تجد فيها الرئيس، ورئيس الوزراء، والوزراء أنفسهم يسيرون وفق سياسة محددة، وكل منهم سياسى بارع ومجتهد ومتحرك، ومع ذلك فإن غياب أحدهم تحت أى بند لا تتوقف معه سياسة تركيا.
وإذا احتكمنا إلى التاريخ نجده يذكرنا دائماً بأنه حين تغيب روح الوحدة والتوافق والعمل الجماعى والهدف المشترك وتمضى المجتمعات بعشوائية دون آليات وبرامج، تتعرض بعد ذلك لمخاطر قد لا يحمد عقباها.
أتطلع لأن يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة من الآن بتشكيل هيئة كاملة من القوى الوطنية والخبراء والباحثين فى شتى مجالات الحياة "ثقافية، سياسية، اقتصادية، تعليمية، استثمارية، إلخ"، من أجل اعتماد منهج واضح ومحدد، وآلية قابلة للتنفيذ ومتفق عليها، تشمل جميع المجالات فى مصر بحيث يأتى من يأتى ليقود البلاد ويمضى فى طريقه نحو تنفيذ هذا المنهج.
إن آمال المصريين فى التغيير لا يمكن أن تتحقق، إذا لم يكن هناك خروج عن المألوف، ومحو سياسات قديمة أثبتت فشلها، وتبنى أسس تنموية جديدة لها أهدافها واستراتيجياتها الواضحة، لنخرج جميعاً من أزمتنا، ويتحمل كل منا مسئوليته فى هذه الظروف العصيبة ونتمكن من قيادة سفينة المجتمع إلى بر الأمان، ونتطلع إلى مستقبل مشرق.
أنور عصمت السادات
رئيس حزب الإصلاح والتنمية