حمدي رزق
«وأثناء وقوفى على المسرح القومى فوجئت بوجود الشيخ الشعراوى يجلس فى أول صف بين الجمهور، ولم أصدق عينى، حيث كانت تنتشر بعض الشائعات بأنه يحرم الفن ويدعو الفنانات للاعتزال والحجاب.
وبعد انتهاء العرض (دماء على ستار الكعبة) وإغلاق الستار، أسرعت أنا والفنانة سميحة أيوب لنسلم عليه، فوجدناه يرفع يده ويدعو لى ولسميحة أيوب بالتوفيق».
ويشير الفنان الكبير يوسف شعبان، فى حواره المنشور فى «اليوم السابع»، إلى أنه سأل «إمام الدعاة»: «يا عم الشيخ بيقولوا إنك بتحرم الفن وتدعو الفنانات للاعتزال»، فأجاب الشيخ الشعراوى بأن «الفنان الموهوب يكون واثقًا من فنه وموهبته، ولا يحتاج أن يلجأ لشيخ ليقول له هذا صح أو هذا خطأ، وعندما تأتينى فنانة مترددة ولا تثق فى موهبتها وتسألنى: أعتزل وأتحجب؟، أقول لها: اتحجبى واعتزلى»، وضحك قائلًا: «على الأقل علشان أبعدها عنكم».
رواية الكبير يوسف شعبان تقع فى شق الخلاف حول موقف الشيخ الشعراوى من الفن، وفى هذا اختلف الفرقاء، منهم مَن استعذب موقفه، ومنهم مَن كره موقفه، وبينهما ما صنع الحداد.
رواية «شعبان» تذهب حثيثًا إلى أن الشيخ الشعراوى لم يقل بحرمة الفن، بل ذهب يشاهد مسرحية «دماء على ستار الكعبة»، وجلس فى الصفوف الأولى حتى إنزال الستار، بل دعا بالتوفيق لبطلى المسرحية «يوسف شعبان وسميحة أيوب».. والسؤال: وهل ذهب الشعراوى إلى مسرحيات أخرى تحمل عناوين أخرى؟.
تشى الرواية بأن الشعراوى كان يفرق فى موقفه بين الفنان الموهوب الواثق من سمو رسالته، فعلًا هذا فنان لا يحتاج إلى شيخ ليقول له هذا صح وهذا خطأ، هذا فنان يعتقد فى رسالة الفن، ويشق طريقه حاملًا فنه إلى الناس، الفن مش خطية.
تلفت الرواية إلى نفر من أهل الفن دخلوه صدفة أو عنوة، وهؤلاء أخطر على الفن من مشايخ الحلال والحرام، بل هم مَن ذهبوا يبكون بين أيادى المشايخ طالبين الاعتزال، ويخرجون بعدها فى نوبة استشياخ عاتية يحرمون الفن، ويتبرأون من أعمالهم الفنية، وشاهدنا نماذج صارخة زعقت فى وجوهنا بحرمة الفن.
وهنا مربط الفرس فى شهادة الفنان، خلاصته أن الشيخ لم يكن يسعى إلى الفنانات لتحجيبهن، بل هن اللاتى كن يذهبن إليه، على لسان الشعراوى: «وعندما تأتينى فنانة مترددة ولا تثق فى موهبتها وتسألنى: أعتزل وأتحجب؟، أقول لها: اتحجبى واعتزلى»، وضحك قائلًا: «على الأقل علشان أبعدها عنكم».
هل ضحك الشعراوى يشى بموقفه الغامض فى هذه القضية؟، هذا متروك للتفسيرات، والباب مفتوح أمام المزيد من الروايات التى تجود بها الأيام.
نقلا عن المصرى اليوم