الأقباط متحدون | هل يهاجر الفن والأقباط؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٤٤ | الاثنين ٥ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٤ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يهاجر الفن والأقباط؟!

بقلم: فراج إسماعيل | الاثنين ٥ ديسمبر ٢٠١١ - ٣٨: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بدلاً من أن يسعد المثقفون المصريون بالجولة الأولى الناجحة من الانتخابات التشريعية.. راحوا يطلقون الفزاعات عقب التفوق الملحوظ لأحزاب التيار الإسلامي.

أخطر فزاعتين.. التخويف من هجرة الفنانين إلى لبنان ودبي.. وهجرة الأقباط خصوصاً أصحاب رؤوس الأموال والأخيرة قال بها رجل الأعمال رامي لكح!
نقلت وسائل الإعلام تصريحات لفنانين يخشون من تأثير التيار الإسلامي على الفن والإبداع. بعضهم تمسك بالمقاومة. ومنهم المخرج خالد يوسف. بعضهم الآخر هدد بترك مصر وإطفاء أنوار "هوليوود الشرق".

أكثرهم عقلانية الممثل القبطي الموهوب هاني رمزي الذي أكد بكل ثقة أنه لن يكون هناك أي تأثير سلبي على الفن والفنانين والإبداع بصفة عامة.

التيار الإسلامي الفائز عبر حزبيه "الحرية والعدالة" الإخوان و"النور" السلفيون سارع إلى إرسال رسالة الاطمئنان.. فالدكتور محمد مرسي رئيس الحزب الإخواني تحدث عن الأقباط كإخوة في الوطن وجزء أصيل من الشعب المصري. وأن حزبه يضم أعضاء مسيحيين. وقد تفوق في دوائر ذات كثافة مسيحية مثل أسيوط. ما يعني أنه حصل على أصوات المسيحيين.. أما حزب النور.. فأكد على لسان أحد مسؤوليه أنه لن يمس شعرة واحدة منهم.

خروج الأقباط بحشود هائلة إلى صناديق الاقتراع للتصويت لقائمة الكتلة المصرية.. تحول إيجابي في علاقتهم بالمشهد السياسي.. ويدحض في المقابل فزاعة الهجرة التي حدثت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي بسبب أعمال إرهابية استهدفت المسيحيين من قبل تنظيم القاعدة وتنظيمات متطرفة أخرى.. وليس لسوء علاقتهم مع المسلمين.

قوائم الكنيسة في حد ذاتها والتي حثتهم على التصويت لصالح مرشحين معينين ولصالح الكتلة المصرية.. لعبت دوراً كبيراً في هذا التحول الذي ستنعكس آثاره على كافة المجالات.. لأن المسيحي لن يعزل نفسه بعد اليوم داخل التبعية الروحية لكنيسته.. بل سيخرج إلى فضاء أكبر وأوسع وهو التبعية للوطن والغوص في قضاياه والمشاركة في صنع قراراته.

مرشحون ليبراليون بارزون دخلوا البرلمان وشملتهم تلك القوائم.. حتى لو لم تكن وراء فوزهم على منافسيهم.. إلا أن وجودهم تحت القبة مع ما يتمتعون به من شهرة ونفوذ وعلو صوت وأضواء محيطة.. سيجعل منهم أصواتاً لمصالح الأقباط إذا تعارضت معها أي مشروعات قوانين أو تشريعات.

هذا الواقع الجديد بالإضافة إلى أحزاب الكتلة المصرية التي قد تمثل من 15 إلى 20% من مقاعد مجلس الشعب.. وربما أكثر إذا حدثت مفاجآت في الجولتين الثانية والثالثة.. أكبر انتصار للمسيحيين وللكنيسة.. والمجتمع المصري كله هو الرابح في النهاية.

المسيحيون الذين كانوا يكتمون داخلهم مشاعر الاضطهاد ويفرغونها في عزلتهم داخل الكنائس.. سيتخلون عن ذلك في ظل برلمان منتخب يحظى بمعارضة قوية تضم مثقفين وناشطين كباراً يعيدون إلى الأذهان الأصوات المعارضة التي تابعناها تحت القبة في الماضي وكان لها دورها في التأثير على التشريعات.

الفن جزء من الواقع الذي يتشكل الآن.. فليس خافياً أن مصر تخلت عن ريادتها الفنية في الثلاثين سنة الأخيرة. وأنها توقفت عن الإبداع لصالح ما اصطلح على تسميته بأعمال "المقاولات".. ولم يعد إنتاجها مطلوباً في العالم العربي في ظل منافسة كبيرة خليجية وشامية. وتركية.. ترعاها إمكانيات مادية ضخمة.

لقد حدثت بالفعل هجرة للفن والفنانين المصريين.. لكن إلى الداخل.. فأنس الفقي وزير الإعلام السابق ومساعدوه وقفوا وراء إنتاج عدد هائل من المسلسلات في رمضان قبل الماضي وزعوها على القنوات المصرية الكثيرة.. لمجرد الإيحاء بالتفوق المصري.. إلا أن عدداً قليلاً جداً من هذه المسلسلات عرف طريقه للقنوات العربية بسبب سوء المستوى.

وينطبق على السينما ما نقوله عن المسلسلات.. إضافة إلى المسرح الذي تحول إلى ملاه ليلية للرقص والفرفشة. وفقد عالمه الإبداعي والسياسي والنقدي. وغابت عنه القامات الكبيرة التي هجرت الفن إلى منازلها بعد أن انهزمت أمام علو كعب الراقصات الممثلات!

مصر التي أبهرت العالم في أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير.. ستعود لمكانتها الطبيعية كمجتمع متسامح وهوليوود للشرق.

نقلاً عن العربية.نت




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :