الأقباط متحدون | هل تحول الربيع المصرى إلى أمشير عاصف؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٣٨ | الاثنين ٥ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٤ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل تحول الربيع المصرى إلى أمشير عاصف؟!

الاثنين ٥ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: جرجس وهيب


لم أستغرب من النتائج المتقدمة جدًا لحزب الحرية والعدالة -الجناح السياسي لجماعة الأخوان المسلمين- خلال الجولة الأولى من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب، فالجماعة لها فترة طويلة من العمل السياسي والديني، يصل إلى أكثر من 70 عاما، و كان للجماعة تجربة سابقة خلال انتخابات عام 2005، وحقق نواب الأخوان 88 مقعدًا، وكان من الممكن أن يحققوا أضعاف هذا الرقم، إلا أن النظام في ذلك الوقت أوقف هذا التقدم لصالح مرشحي الحزب الوطنى، كما كان هناك اتفاق أو صفقة بين الجماعة ونظام مبارك مبارك، تقضي بحصول الجماعة على 100 مقعد، إلا أن النظام اختصر هذا العدد إلى 88 مقعدًا حسب تصريحات المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف، خلال حوار مع إحدى الصحف المصرية.


كما أن الجماعة مشهود لها بالنظام الكبير، ولديها قيادات على مستوى عالى فى ادارة العملية السياسية فضلا عن المبالغ الباهظة والكبيرة التى ترصدها الجماعة للدعاية الانتخابية تفوق ما كان ينفقة نواب الحزب الوطنى المنحل بمراحل كثيرة، ولا أحد يعلم حتى الآن مصدر هذه الأموال، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون من اشتراكات وتبرعات أعضاء الجماعة، فاشتراكات الجماعة لا توفر هذه الملايين، فالمقر الرئيسى للجماعة تكلف وحدة أكثر من 50 مليون جنيه.


إلا أن المفاجاة الكبيرة كانت بالنسبة لي هي الصعود الكبير لحزب النور السلفي، والذى قد يكون ثاني الأحزاب السياسية فى عدد المقاعد، وخاصة أن الانتخابات خلال المراحل القادمة ستجرى بعدد كبير من محافظات الصعيد، ومحافظات الصعيد أقل بكثير من محافظات الوجه البحرى والقاهرة والإسكندرية فى الثقافة السياسية، وترتفع بها نسبة الأمية، وقد يحقق مقاعد أكثر خلال المرحلتين القادمتين.


فأنا أتعجب من كم هذه الأصوات التى حصل عليها، فقد حصل على المركز الأول بمحافظة كفر الشيخ، بل تفوق هذا الحزب الذى لم يمر على إنشاءه أكثر من 5 شهور على حزب الحرية والعدالة، الذى يمارس أعضاؤه السياسة منذ أكثر من 70 عاما، فأنا أتخوف من صعود حزب النور، فخلال الفترة الماضية كان ظهور الدعوة السلفية مرتبطًا بأعمال عنف، فالسلفين هم من قادوا هدم كنيسة أطفيح، وأحداث إمبابة يقف خلفها السلفيون، وكذلك قطع أذن القبطى، واقتحام حفل الفنان "هشام عباس"، فضلا عن آرائهم المتشددة فى الكثير من القضايا، وحالات التكفير التى تشن ضد الأقباط من كبار قيادتهم، وكل من يخالفهم الرأي حتى من المسلمين، بل إن عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، وأحد نواب الدعوة بالإسكندرية قال ان الديمقراطية كفر واستخدم مرشحيهم كافة انواع الدعاية الدينية المحظورة خلال الحملة الانتخابية كل هذه يدعونى اتسأل من يقف وراء هذا الصعود غير المنطقى لهذه الدعوة ومن يقف وراء الدعم المادى المهول للدعوة السلفية هل هى السعودية كما يشاع وإذا كانت السعودية فإذن السعودية أصبح لها أكثر من 20% من مجلس الشعب المصرى، وستتحكم فى إدارة شئون البلاد، ولننتظر المزيد من العنف فى الشارع المصرى، وخاصة ضد الأقباط، فالسلفيين يعلنون على مرأى ومسمع الكثيرين أن المسيحين كفار !


وأنا أتعجب أيضًا من مسلك من أعطوا أصواتهم لحزب النور السلفى، فالكثير من المسلمين يبدون ملاحظات كبيرة على تشدد الدعوة السلفية، فلماذا إذن هذه النتائج الغير متوقعة، وهل كان لتصويت العاملين بالسعودية ودول الخليج السبب وراء هذا الصعود، أم أن الكثير من المسلمين تحولوا إلى إسلام أفغانستان وباكستان.


السلفيون لن يأتى معهم خيرًا، فرصيد الدعوة السلفية خلال الشهور الماضية رصيد عنف وقهر وتشدد وتكفير، قبل أن يكون لهم الصفة الرسمية، والآن أصبح لهم نواب بل قد يكون هناك وزراء منهم، وليس من المستغرب أن يكون وزير الداخلية في يوم من الأيام سلفيًا يرتدى الجلباب، ولديه لحية، أو أن يرتدى وزير الخارجية جلبابًا، وليؤهل الجميع أنفسهم للتغيرات الرهيبة التى ستطرأ على الشارع المصرى والسلوكيات المصرية خلال المرحلة القادمة، بعد أن تحول الربيع المصرى الديمقراطى والذى كان ننتظرة ونحلم بهـ يتعايش فيه الجميع مسلمين ومسيحين بمحبة وتعاون وإخاء فى دولة مدنية وديمقراطية، إلى أمشير، وقد تصبح مصر خلال الأيام القادمة افغانستان جديدة أو باكستان أو إيران، بعد أن تعددت القوى اللإسلامية الموجودة بها، فكنا قديما نخشى من صعود الأخوان إلى سدة الحكم، إذ بنا يصعد ليشارك فى الحكم من هم أكثر تشددًا من الأخوان ألف مرة، فالجميع مطالب من المسلمين المعتدلين والأقباط بالخروج بقوة خلال المرحلتين القادميتن من الانتخابات، لعنا نستطيع أن نعدل المايل .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :