عرض/ سامية عياد
"الذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة" البشارة بالإيمان المسيحى فى فرنسا ظهر على يد القديس لعازر الذى أضطر الى الهروب من اليهود الذين تأمروا ليقتلوه فتوجه الى فرنسا وهناك بشر بالإيمان المسيحى ..
هكذا حدثنا القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "الكرازة بالمسيحية فى فرنسا" موضحا أن بداية التبشير فى فرنسا جاءت على يد القديس لعازر ومرثا أخته ومريم المجدلية ، فنتيجة للاضطهاد الشديد فقد ركبوا سفينة من فلسطين وأبحروا عبر البحر الأبيض المتوسط الى ساحل بروفانس عام 50م تقريبا مبشرين بالقيامة فى مدن مرسيليا وليون ، وتعد مدينة ليون أول عاصمة مسيحية فى فرنسا لذلك يطلق على فرنسا لقب "الابنة الكبرى للكنيسة" ، ويذكر فى التقليد الكنسى بفرنسا أن مريم المجدلية بعد الكرازة فى مرسيليا استقرت فى منطقة جبل سانت بوم الذى يبعد 60 كم من مدينة مارسيليا حيث توجد مغارة أشبه بمغارة القديس أنطونيوس من ناحية ارتفاعها وقد قضت القديسة مريم نحو ثلاثين عاما فى الصلاة والعبادة فى هذه المغارة حتى نياحتها ، وحول مكان المغارة دير لرهبان الدومنيكان.
أما القديس لعازر ذهب الى جزيرة قبرص حيث رسمه الرسولان بولس وبرنابا أسقفا على مدينة "كيتيون" وهى لارناكا الحالية وقد عاش لعازر أكثر من ثلاثين عاما بعد أن أقامه الرب ، ودفن هناك للمرة الثانية والأخيرة ، وتوجد رفات القديس فى مارسيليا داخل مغارة عرفت باسمه يقال أنه كان يجتمع فيها مع موعوظيه وأصبح المكان مزارا محببا لدى أهل مارسيليا ، والقديس لعازر هو شفيع العديد من مدن فرنسا وأطلق اسمه على العديد من الأماكن حيث توجد فى باريس محطة كبيرة للسكك الحديدية تحمل اسم القديس لعازر وفى مدينة أيتيون توجد كاتدرائية كبيرة على شكل صليب بها ثلاثة مذابح تحمل اسم القديس لعازر والقديسة مريم المجدلية والقديسة مرثا .
التبشير بالإيمان المسيحى هو رسالة لكل إنسان فى كل زمان ومكان علينا أن نتعلم من المبشرين الآوائل المحبة والبذل والعطاء من أجل نشر الكلمة وربح النفوس .. انتظرونا الحلقة القادمة والمسيحية رسالة للخليقة كلها..