الأقباط متحدون | ديموقراطية حلال لذبح "مصر" على الطريقة الإسلامية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٤٠ | الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٣ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ديموقراطية حلال لذبح "مصر" على الطريقة الإسلامية

الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١١ - ١٩: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: شريف منصور
السلفي "عبد المنعم الشحات"، الوهابي، يقول إن الديموقراطية المصرية حلال والديموقراطية الغربية حرام.

وله أن يفتخر أنه أول من أعلن أن هناك ديموقراطية حلال وهناك ديموقراطية حرام. ولعل أبسط شيء بينهما هو كيف ربح السلفي الانتخابات بحبيتين فياجرا أو بربع حشيش أوبـ 50 جنيهًا مقطوعة نصين- نص قبل ونص بعد التزوير-، أو الدعاية الفاجرة بأن كل من لا ينتخب سلفي أو إخونجي كافر. ولا ننسى دعم الجيش لهم، الذي جعل منهم أبطالًا وأفراج عن كل رؤوسهم من سجون "مصر"، وسمح بعودة ألوف منهم من كل بقاع الإرهاب في العالم.

ولم يكتف الجيش بهذا الخراب، بل مهَّد لهم بساعات أفردها الإعلام المصري للسلفيين والإخوان. وبواسطة الإعلام الفاسد المتسبِّب في غزوة "ماسبيرو" الوهابية نفسوا سمومهم في عقول البسطاء من شعب "مصر".

وبالأصح، ترك الجيش وهابيي "قطر" و"السعودية" و"إيران" ينفقون الملايين في شراء الإعلاميين في "مصر" حتى تركع "مصر" الليبرالية الحرة على ركبتيها أمام الفساد الديني القادم من شبة جزيرة البدو.

الديموقراطية عندما تأتي بهم أصبحت حلالًا والديموقراطية التي تحاول اقتلاعهم عاجلًا أم أجلًا ستبقى حرامًا؟ فيحرمون الديموقراطية ويحرقون سلالمها بعد صعودهم عليها.

العالم لم يعد عنده أدنى شك أن انقلاب العسكر الممتد من 1952 وإلى اليوم كان له أسوأ تأثير على انحطاط أخلاقيات الشعب المصري. فساءت أخلاقيات السواد الأعظم من شعب "مصر" وفسدوا فسادًا جعلهم كمن يشق الأرض بكل إيمان لكي يدفنوا "مصر" الحضارة في وحل عهود بداوة التخلف والجهل التي لم يسبقها مثيل في تاريخها العريق.
 

مسلمو "مصر" الذين نتباهى بهم في إيمانهم المتحضر في وسط الأمم الإسلامية، علماء الأزهر الشريف الذين نبغوا في العلوم الإسلامية في عهود الدعاة الأوائل، كان لهم الأثر العظيم في تطوُّر الإسلام عبر العصور. وفي اعتقادي، أنه لولا أن أخذت عقول المصريين المسلمين البداوة من الإسلام لما انتشر الإسلام على يد الأزهر لجميع أنحاء العالم.

وعندما مارس العسكر طريقة القبضة الحديدية الموجهة لخدمتهم، ضعفت روح التحضر في الأزهر، وتحوَّل العالم مرة أخرى لقبل عصور نهضة الأزهر، وانزلق مرة أخرى في إتباع عادات البداوة التي تناقض روح الإسلام الأزهري، والتي نبغ فيها علماء الأزهر في أوج مجده للعالم قبل عام 1952.

ماذا بعد أن يحكم المظهريون الدينيون "مصر"؟ من أين سيأكل شعب "مصر"؟ ومن أين ستسلح جيوشها العنصرية الوهابية؟ إنهم يعتقدون خطأ أن العرب سيعطونهم فرصة لكي تقوى سواعدهم بعد هدم "مصر" اقتصاديًا واجتماعيًا، حتى ينقضون عليهم؟
 

ممالك فاسدة موَّلت الإسلاميين ومازالت تعبث بكل بجاحة في أمن وأمان "مصر" الداخلي، هل سينقلبون على الغرب وهو من أتت بهم ديمقراطيتها الكافرة؟ هل تعتقدون أن الديموقراطيات الكافرة ستغدق عليكم من أموالها حتى يطعمون شعب "مصر" الذي سيتضوَّر جوعًا بسببهم بعد نضوب اقتصاد "مصر"؟ وهل ستجحدون من أطعمكم بالأمس وتعلنون عليهم الجهاد لأنهم لا يوافقون على عنصريتكم؟ أم ستفتون بالجهاد المسلَّح ضدهم، وإن لم يدفعوا لكم المعونات كجزية ستقتلون المواطنين غير المسلمين في "مصر" كما تفعلون منذ انقلابكم عام 1952؟

من سيأتي إلى "مصر" للسياحة في ظل التعصب البغيض؟ والسياحة التي يعمل فيها أكثر من 6 مليون مواطن حتمًا ستنتهي بوصولكم وتنضب المعونات معها. ماذا ستقدِّم "مصر" السلفية الإخوانجية للعالم مقابل أن يطعمونكم أو يسلِّحونكم؟ يطعمون من جوعتهم أو يسلحوكم ضد أنفسهم؟
 

الحل الوحيد لكم يا عناتر الكلام- جمع عنترة- هو أنكم تقبلون سلام غير مشروط مع "إسرائيل"، وتسبِّحون بحمد آل سعود و بعل موزه، وأن توافقون على زواج الميسار وزواج المتعة بالساعة أو بالذراع من بناتكم لكي تنتعش سياحة المؤمنين، وإن كنت أشك أنهم سيأتون إلى "مصر" الوهابية الإخوانجية لأنهم لن يجدوا الحرية الشخصية التي هم محرومين منها في بلادهم.

أبشروا يا معشر السلف والإخوان الخونة، أتى اليوم الذي ضاعت فيه كرامة وحرية المصري في وطنه، بعد أن أصبح كفلائكم وأسيادكم من بلاد البدو. إنها حقًا مهزلة كي يعيش المصريون في "مصر" التي كانت في يوم من الأيام أم الدنيا تشحذ من كفلائها البدو على يد السلفيين والإخوان الخونة.
 

اللهم لا شماتة، ولكن الآن السلفيون والإخوان سيضعون الحذاء في أفواههم بيدهم ندمًا، عندما يعرفون أنهم أضل أمة خرجت من عصير التخلف البدوي.

كم كنت أتمنى أن يأخذوا من شعوب الخليج و"السعودية" ما وصلت إليه هذه الممالك من تحضر حتى ولو كان مظهريًا، ويتركوا المظاهر التخلفية لأصحابها. ولكن الأيام بيننا سنرى عجبًا، وسنسمع عجبًا، ونعيش أيام أعجب من العجب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :