بقلم: فلوباتير جميل
القارئ المدقق للفترة التي سبقت المرحلة الأولى للإنتخابات البرلمانية لم يتفاجئ على الإطلاق بصعود التيارات الدينية المتشددة وحصولها على عدد كبير منالمقاعد .. الأمر الذي كانت له عدة مقدمات وأسباب أتصور أنه ليس من بينها على الإطلاق ما يروج له الفائزين من أن هذه هي رؤية الشارع المصري ورؤية المواطن المصري الذي نظلمه كثيراً حينما ننسب له أموراً هو أبعد ما يكون عنها ... فأبداً المصريين في غالبيتهم وعلى مر تاريخهم لم يساندوا تياراً متشدداً ... ولم يٌعف عنه على الإطلاق بأنه مغالياً في عقيدته وفي آراءه ... وأرجو ألا نظلم المصريين في مجملهم وألا تخدعنا هذه النتيجة المفزعة ليس للأقباط على الإطلاق بل هي مفزعة تماماً لكل الشعب المصري !!!!
المشكلة يا سادة تكمن في القائمين على مقدرات الوطن والذين تخاذلوا تماما أمام هذه التيارات المتشددة ولنتذكر جميعاً كيف تخاذل رئيس الوزراء السابق الحالي عصام شرف كثيراً أمام هذه التيارات وخنع وخضع لها بداية من عزل محافظ قنا القبطي وحتى إجتماع مريب تم بينه وبين قيادات هذا التيار عشية الجمعة 18 نوفمبر وقرر يومها الخضوع لهم واسقاط كلمة مدنية الدولة ... ثم حدثت ثورة الغضب الثانية ورأينا جميعاً خيانة هذه التيارات للثورة وإصرارها على إقامة الإنتخابات دون ادنى احترام للدم المصري الذي سال على الأرض وللمواطن المصري الذي وضعوا شهداءه الابرار في القمامة !!!! فالمؤامرة كانت يجب أن تكتمل فالملاذ الوحيد للمجلس العسكري هو إقامة الإنتخابات وترتيب أوضاعها لتصب في صالح التيارات المتشددة حسب ما كشف عنه الرجل الفذ صفوت حجازي حينما قال ان العسكريين هيسلمونا السلطة في مقابل الخروج الآمن والتغاضي عن فسادهم بكونهم جزء من نظام مبارك !!!!
أما عن الأسباب الواضحة التي تؤكد فساد العملية الإنتخابية تكمن في الآتي :-
أولاً – الصمت المريب الذي عاشته اللجنة العليا ورئيسها وهي ترى استخدام هذه التيارات للدين واللعب على الوتر الديني الأمر الذي غرر بكثير من البسطاء !!! وما المانع إن كانت قد نجحت أثناء غزوة الصناديق فيما يسمونه خطأ بالإستفتاء في مارس الماضي ...
ثانياً – السماح للمنقبات بالدخول للجان دون التأكد من هويتهم ولنعود جميعاً لما حدث من قاضي احدى اللجان حين استضافته قناة اون تي في على الهواء وشاهدنا جميعاً هذه المهزلة وسألوه عنها وقال أصل انا لي نظرة !!!! ثم إستبعدوه بعد ذلك ولكن الأمر كان في اليوم الثاني للإنتخابات !!! بعد ايه ؟!!!
ثالثاً – مهازل كثيرة حدثت أمام لجان التصويت وأثناء الفرز ومع ذلك يقولون عنها انتخابات نزيهة !!! كيف ومن قام بها وبترتيبها هم رجال حبيب العادلي في الشرطة والفلول الذين يحكمونا !! وكل هذا تحت رعاية وإشراف قادة الثورة المضادة في المجلس العسكري !!! وأسباب أخرى كثيرة ستكشف عنها الطعون الإنتخابية حينما يفتح باب الطعون .. ولكن الخوف كل الخوف أن يخرج علينا الدكتور سرور وهو يرتدي جلبابه ولحيته ويقول أن المجلس سيد قراره !!!!!!!!!!!!
الإيجابية الوحيدة هي هذا الخروج الرائع للشعب المصري من سلبيته التي أجبروه عليها في الماضي !!! ومن المستحيل أن كل هذا الشعب خرج ليستبدل ديكتاتور عسكري في زي مدني بديكتاتورية دينية تعود به للوراء لعهود مظلمة !!! والمذهل أن يحاول المجلس العسكري تصوير أن خروج الشعب للإنتخابات في مرحلتها الأولى هو بمثابة إستفتاء ضمني على قبول الشعب لقيادته للمرحلة الإنتقالية ... أبداً هذا الأمر غير صحيح ...
المؤكد عزيزي القارئ أن المجلس العسكري يسير على نفس خطى الرئيس السابق وبنفس الخطوات فو يريد أن يأتي بمجلس شعب باطل يتم حله بمجرد خروج المصريين مرة أخرى بعد أن تنتهي الإنتخابات ونكتشف جميعاً بقية خيوط المؤامرة ...
وأظن أن الخطوة القادمة للمجلس العسكري بعد الإنتخابات هي تعيين المفكر المصري جمال أسعد في البرلمان القادم وبكده يكتمل المشهد !!!!! وجميعنا يرى أنه يظهر في الفترة الأخيرة من أجل أن يذكر هؤلاء بنفسه ويقول لهم نحن هنا .. وأكيد حينما يدخل كنائب معين لن يشعر بالغربة فو من نجح قبلاً على قوائم حزب العمل الذي تحالف مع الإخوان !!!! وأنا أرشحه بالفعل للتعيين فهو بالفعل رجل المرحلة للفترة القادمة !!!
فعلاً مش باقي إلا .... جمال أسعد